أعلنت لجنة نوبل النرويجية، الجمعة، منح جائزة جائزة نوبل للسلام لعام 2025 لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو، بعد مسيرة سياسية شاقة خاضتها دفاعًا عن التحول الديمقراطي في بلادها، مؤكدة في بيانها الرسمي أن اختيارها جاء تقديرًا لـ«إصرارها المتواصل على دعم الحقوق المدنية لشعب فنزويلا، وسعيها لتحقيق انتقال سياسي سلمي وعادل».

وأوضحت اللجنة أن اجتماعاتها النهائية جرت يوم الإثنين الماضي، قبل يومين من الإعلان الرسمي، حيث ناقش الأعضاء تفاصيل القرار وصاغوا حيثياته بدقة، إذ تضم اللجنة خمسة أعضاء، وتحرص تقليديا على حسم الاختيار قبل الموعد المحدد للإعلان، مع عقد اجتماع أخير لصياغة البيان النهائي، دون الإفصاح عن توقيت اتخاذ القرار.

وأكد المتحدث باسم مؤسسة نوبل النرويجية إريك أوسايم أن اللجنة وضعت اللمسات الأخيرة على قرارها في ذلك الاجتماع، مشيرًا إلى أن أي اجتماعات جديدة لم تكن مقررة قبل لحظة الإعلان الرسمية، التي حددت في الساعة 11 صباحًا بتوقيت النرويج، التاسعة بتوقيت غرينتش، يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025.

وجاء الإعلان عن الجائزة في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تطورات سياسية حساسة، إذ مارست الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب ضغوطا مكثفة خلال الأيام الماضية، بعد أن لعب الرئيس الأمريكي دورا محوريًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، تضمن الإفراج عن رهائن ومعتقلين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول مهم نحو إنهاء حرب استمرت عامين في القطاع.

ويواصل ترامب الترويج لدوره السياسي في تسوية النزاعات الدولية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، مؤكدًا مرارا أنه «يستحق» الجائزة، ومعتبرًا أن استبعاده منها سيكون «إهانة» للولايات المتحدة، بينما يرى مراقبون أن الجائزة هذا العام تعكس تركيز لجنة نوبل على النضالات الشعبية السلمية أكثر من الوساطات السياسية التقليدية.

وشهدت نسخة الجائزة السابقة عام 2024 تكريم نيهون هيدانكيو، وهي منظمة يابانية تضم ناجين من القصف الذري على هيروشيما وناغازاكي، تقديرًا لجهودها في مناهضة الأسلحة النووية، بينما ضمت قائمة المرشحين هذا العام 338 شخصية وهيئة من مختلف أنحاء العالم، ما جعل المنافسة على اللقب الأبرز في مجال السلام الدولي أكثر اتساعًا.