تستضيف فرنسا اليوم الخميس وزراء خارجية من دول عربية وأوروبية لمحادثات حول مساعدة الفلسطينيين بعد انتهاء الصراع في غزة بين إسرائيل وحماس، ويأتي هذا الاجتماع بعد ساعات من اتفاق شرم الشيخ بين الجانبين على وقف إطلاق النار، وفقًا لوكالة فرانس برس.
وافقت إسرائيل وحماس في وقت سابق على اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين المتبقين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية المسلحة، ويُعد هذا الاتفاق خطوة رئيسية نحو إنهاء حرب أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في كارثة إنسانية.
جاء الاتفاق، الذي تم التوصل إليه من خلال محادثات غير مباشرة في منتجع شرم الشيخ، بعد عامين من العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
في حين دعمت أوروبا بقوة جهود وقف إطلاق النار التي قادها الرئيس دونالد ترامب، إلا أن واشنطن والعديد من الدول الأوروبية على خلاف حول ما إذا كانت هذه هي اللحظة المناسبة للاعتراف بدولة فلسطينية.
اعترف ماكرون، في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة بتاريخ 22 سبتمبر، بدولة فلسطينية، وذلك في أعقاب إعلانات مماثلة من كندا والبرتغال والمملكة المتحدة.
يجمع اجتماع باريس كبار دبلوماسيي خمس دول عربية رئيسية - مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة - مع نظرائهم الأوروبيين من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة. كما سيشارك ممثلون عن تركيا والاتحاد الأوروبي.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الفرنسية: "سيُمكن هذا الاجتماع من العمل على تنفيذ خطة السلام وإطار العمل للمرحلة التالية من خلال تحديد جوانب الالتزام الجماعي".
وأضاف البيان أنه سيركز على الأمن والحوكمة وإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية بعد الحرب.
قبل الإعلان عن اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، أثار اجتماع باريس غضب إسرائيل، مما زاد من توتر العلاقات الفرنسية الإسرائيلية في أعقاب اعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون بدولة فلسطينية، الأمر الذي أثار حفيظة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ندد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في رسالة على منصة X، بالاجتماع الذي وصفه بـ"غير الضروري والضار" الذي "دُبر من وراء ظهر إسرائيل" في هذه المرحلة الحساسة من مفاوضات شرم الشيخ.
وصرح مصدر دبلوماسي فرنسي هذا الأسبوع، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن جدول الأعمال يشمل قوة الاستقرار الدولية التي استدعاها ترامب كجزء من خطته للسلام، ودعم السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول: "من الضروري العمل معًا والبدء بالعمل".
وأكدت برلين مرارًا رفضها لخطوة فرنسا ودول أوروبية أخرى بالاعتراف بدولة فلسطينية الآن.
ومن المقرر أن يبدأ الاجتماع الساعة الخامسة مساءً (15:00 بتوقيت غرينتش)، يليه مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ماكرون، الذي التقى يوم الأربعاء بولي العهد الأردني الأمير حسين وأشاد باتفاق وقف إطلاق النار ووصفه بأنه "يمنح أملًا كبيرًا" للمنطقة، سيحضر الاجتماع.
0 تعليق