أكد مراقبون للسوق ومصدرون أن الصناعات الناشئة ستستمر في تعزيز زخم نمو الصادرات الصينية خلال عام 2025، حيث من المتوقع أن تحقق شحنات المنتجات عالية التكنولوجيا، بما في ذلك السيارات الكهربائية والروبوتات الصناعية، حضورًا أقوى في الأسواق العالمية مقارنة بالمنتجات التقليدية.

وأشارت البيانات الأولية إلى أن الصين، بفضل تطور صناعاتها التكنولوجية، استطاعت تنويع قاعدة صادراتها والاعتماد على المنتجات ذات القيمة المضافة العالية، بما يدعم تحقيق معدلات نمو مستدامة رغم التحديات الاقتصادية العالمية، مثل تقلبات أسعار المواد الخام والضغط التجاري مع بعض الدول.

وأوضح الخبراء أن السيارات الكهربائية الصينية حققت خلال الشهور الماضية طلبًا متزايدًا من الأسواق الأوروبية والآسيوية والأمريكية، مستفيدة من التحولات العالمية نحو الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية، وهو ما جعل الصين في موقع الصدارة ضمن الدول المصدرة للمركبات الكهربائية على مستوى العالم.

كما ساهمت الروبوتات الصناعية، المستخدمة في خطوط الإنتاج والتصنيع الذكي، في تعزيز قدرة الشركات الصينية على المنافسة، من خلال تقديم حلول تقنية مبتكرة توفر الكفاءة والمرونة للمصانع حول العالم. ويعكس هذا النمو اهتمام الصين بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة واعتمادها على الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتطوير منتجاتها التصديرية.

وأشار مصدرون إلى أن الطلب العالمي المتزايد على هذه المنتجات يعكس ثقة الأسواق الدولية في جودة التكنولوجيا الصينية، خاصة بعد تطوير قدرات البحث والتطوير وتحسين معايير الجودة في المنتجات الصناعية المتقدمة. كما تعمل الصين على تعزيز العلامات التجارية المحلية لزيادة قدرتها التنافسية أمام الشركات العالمية.

وبالإضافة إلى السيارات الكهربائية والروبوتات الصناعية، تشمل الصادرات التكنولوجية الناشئة معدات الاتصالات الذكية، المكونات الإلكترونية، والطاقة المتجددة، والتي تشهد نموًا متسارعًا على خلفية زيادة الطلب العالمي على حلول التكنولوجيا الخضراء والمستدامة.

وأكد خبراء أن استدامة هذا النمو تتطلب استمرار الاستثمارات في البحث والتطوير، وتوسيع التعاون الدولي، وتحسين سلاسل التوريد العالمية، بما يمكن الصين من الحفاظ على موقعها الريادي في سوق التصدير العالمي.

وفي السياق نفسه، قالت شركات تصدير صينية إن الدعم الحكومي والسياسات الترويجية الموجهة نحو الصناعات الناشئة كانت عاملًا أساسيًا في تعزيز قدرة الشركات على توسيع نطاق صادراتها وتلبية احتياجات الأسواق الجديدة، لافتة إلى أن الحكومة الصينية تستهدف تحويل الصناعات التقليدية إلى صناعات عالية التقنية خلال السنوات المقبلة.

وعليه، من المتوقع أن تستمر الصين في تعزيز حصتها السوقية العالمية في المنتجات التكنولوجية خلال 2025 وما بعده، مع الاعتماد على الابتكار المستمر والقدرة على تلبية الطلب العالمي المتنامي على السيارات الكهربائية والروبوتات الصناعية والمنتجات الذكية الأخرى.