تواصل مصر تعزيز مكانتها كمُصدر رئيسي لمحصول الفاصوليا، سواء الطازجة أو الجافة، في الأسواق العالمية، إذ سجلت صادرات المحصول ما يزيد عن 245 ألف طن حتى أكتوبر 2025، بحسب بيانات الحجر الزراعي المصري.
هذا الرقم يضع الفاصوليا في المركز الرابع ضمن أهم الصادرات الزراعية المصرية لهذا العام، ويعكس التوجه الاستراتيجي للدولة في دعم المحاصيل التصديرية ذات العائد المرتفع.

جهود بحثية مستمرة: أصناف جديدة لمواكبة الطلب العالمي
أعلن معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية عن تسجيل صنفين جديدين من الفاصوليا:
"جيزة 15": صنف مخصص للاستهلاك الجاف، يتميز بإنتاجية عالية وجودة بذور ممتازة من حيث اللون والوزن.
"دقي 24": صنف أخضر للاستهلاك الطازج، يتمتع بقرون تتناسب مع ذوق المستهلك المصري ومردود إنتاجي مرتفع.
هذه الأصناف جاءت نتيجة سنوات من البحث والتجريب، بهدف تطوير تركيبات وراثية مقاومة للأمراض والظروف المناخية الصعبة، بما يعزز تنافسية المنتج المصري في الأسواق الخارجية.
لماذا هذا التوسع في استنباط الأصناف الجديدة؟
بحسب تقرير المعهد، هناك مجموعة من العوامل الرئيسية التي تدفع مصر للتوسع في استنباط أصناف جديدة من الفاصوليا، وأبرزها:
ارتفاع الطلب المحلي والعالمي على الفاصوليا، بأنواعها الطازجة والجافة.
الرغبة في زيادة الإنتاجية والجودة لتلبية المواصفات التصديرية وتحقيق عوائد أفضل للمزارعين.
قدرة الفاصوليا على التكيف مع المناخ الجاف وكونها من المحاصيل الموفرة للمياه.
مقاومتها للأمراض الشائعة مثل البياض الدقيقي، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للزراعة المستدامة.
تنوع الأصناف المصرية بين البيضاء والحمراء والخضراء، وهو ما يخدم متطلبات أسواق متعددة.
التحول العالمي نحو البروتين النباتي كخيار صحي، ما زاد من أهمية الفاصوليا كغذاء أساسي في العديد من الدول.
دعم فني وتوصيات زراعية لزيادة الإنتاج
لم تتوقف الجهود عند حدود البحث العلمي، بل شملت أيضًا دعمًا إرشاديًا للمزارعين، حيث أصدر قطاع الإرشاد الزراعي حزمة من التوصيات الهامة لتحسين إنتاجية الفاصوليا خلال شهر أكتوبر، تضمنت:
فحص النباتات بدقة خلال مرحلة التزهير، مع الوقاية من الأمراض الفطرية.
تنظيم الري بشكل معتدل، بما يُعرف بـ"الري على الحامي"، دون إفراط أو تقصير.
التسميد النيتروجيني لتعزيز النمو الخضري للنبات.
الرش بالكالسيوم لتحسين عملية التلقيح وزيادة جودة القرون.
ووفقًا للتقرير، تختلف إنتاجية الفدان بشكل كبير بين المزارعين، إذ تتراوح من نصف طن إلى طن ونصف للفدان الواحد، والسبب في ذلك يعود لاختلاف تطبيق الممارسات الزراعية واختيار الأصناف المناسبة.
زراعة الفاصوليا.. مورد اقتصادي واعد للمزارعين
في ظل التحديات الاقتصادية والمائية التي تواجهها الزراعة المصرية، تبرز الفاصوليا كمحصول استراتيجي يمكن أن يحقق عوائد اقتصادية مجزية، خاصة في ظل ارتفاع الطلب العالمي على البروتينات النباتية.
ومع استمرار مصر في دعم البحوث الزراعية وتطبيق الإرشادات الحديثة، يبدو أن الطريق مُمهد لزيادة مساهمة الفاصوليا في الصادرات الزراعية المصرية، وتوفير فرص دخل مستقر للمزارعين، مع تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق عوائد مائية أفضل.
النجاح المتواصل لمحصول الفاصوليا في السوقين المحلي والدولي، ما هو إلا نتيجة لتكامل جهود البحث العلمي مع دعم الدولة والإرشاد الزراعي للمزارعين. ومن الواضح أن مصر تراهن على تطوير أصناف أكثر كفاءة وإنتاجية لمواصلة الصعود على خارطة الزراعة التصديرية في العالم.
0 تعليق