وول ستريت تستعيد تألقها بدعم من الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض أسعار الفائدة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
وكالات

عادت قاطرة الشراء بقوة إلى سوق الأسهم الأمريكية بعد توقف وجيز في موجة الصعود التي استمرت لستة أشهر، في ظل رهان المستثمرين على وجود مزيد من المجال لارتفاع الأسهم، رغم تقييماتها المرتفعة.

السوق الصاعدة مستمرة رغم التحذيرات

دفعت شهية المخاطرة القوية مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (S&P 500) للارتفاع بأكثر من 35% منذ أدنى مستوياته المسجلة في أبريل الماضي، ليقترب من مستويات قياسية جديدة، وسط اعتقاد سائد لدى المستثمرين بأن السوق الصاعدة لم تبلغ نهايتها بعد.

تستمد موجة الصعود الحالية زخمها من ثلاثة عوامل رئيسية: التفاؤل حيال نتائج أعمال الشركات، وتوقعات عودة الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وتجدد الحماس الهائل حول قطاع الذكاء الاصطناعي.

وقد طغى هذا التفاؤل على التحذيرات المتداولة بشأن فقاعة محتملة في أسهم التكنولوجيا الكبرى.

في هذا الصدد، أشار مارك هافيله من "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" إلى أن "مكررات السعر إلى الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى لا تزال أدنى بكثير من مستوياتها التي بلغتها في ذروة فقاعة الدوت كوم، مما يؤكد أن السوق الصاعدة لا تزال قائمة".

زخم التكنولوجيا يرفع المؤشرات

شهدت أسواق الأسهم ارتفاعات ملحوظة، حيث تجاوز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستوى 6,750 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك 100 بنسبة 1.2%.

وقد قادت أسهم التكنولوجيا الكبرى هذه المكاسب، خصوصاً بعد أن صرَّح الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا كورب (Nvidia Corp)، جنسن هوانغ، لقناة "سي إن بي سي" بأن الطلب على رقائق "بلاكويل" (Blackwell) فائق الارتفاع.

كما صعَّدت شركة سيسكو سيستمز (Cisco System) المنافسة مع "برودكوم" في مجال ربط مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

على صعيد السندات والعملات، استقر عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات عند 4.13%، وشهد مزاد السندات الحكومية طلباً أدنى من التوقعات.

وارتفع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ يوليو، فيما تخطى سعر الذهب حاجز 4000 دولار للأونصة.

تخفيض الفائدة.. الفيدرالي يوازن المخاطر

في ظل محدودية البيانات الاقتصادية المتاحة، ركز المستثمرون على محضر اجتماع الفيدرالي الأخير، الذي أظهر استعداداً لإجراء خفض آخر للفائدة هذا العام، رغم الحذر المستمر بشأن التضخم.

أوضح لويس ألفارادو من "ويلز فارغو إنفستمنت إنستيتيوت" أن الفيدرالي لم يعد يتبع مساراً محدداً مسبقاً، بل بات يعتمد على البيانات بشكل مكثف لموازنة الأهداف المتضاربة. وأضاف: "ما زلنا نتوقع خفضين إضافيين بواقع ربع نقطة هذا العام، واثنين آخرين في العام القادم".

من جهته، أشار جيف روتش من "إل بي إل فايننشال" إلى أن الرسوم الجمركية كانت محوراً بارزاً في نقاشات الفيدرالي، معتبراً أن "أسواق العقود المستقبلية قد تكون أكثر دقة من توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي"، خصوصاً إذا استمر التضخم في التراجع عام 2026.

ونصَح روتش المستثمرين بأن "يتوقعوا تخفيضين آخرين هذا العام، مع توقف مؤقت في اجتماع يناير 2026".

هيمنة الذكاء الاصطناعي في نقاشات السياسة النقدية

ذكر كريشنا غوها من شركة "إيفركور" أن العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لاحظوا قوة الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، وأشار البعض منهم إلى احتمال أن يؤدي تبنّي الذكاء الاصطناعي إلى إضعاف الطلب على العمالة.

ويُعتبر هذا مؤشراً على أن نقاشات الاقتصاد الكلي المتعلقة بالذكاء الاصطناعي بدأت تشق طريقها إلى لُب السياسة النقدية داخل الفيدرالي.

وبين غوها أنه "لم يكن هناك أي قلق بشأن أسعار الأسهم"، وأن قيادة الفيدرالي لا تبدو مستعدة لتحويل تركيزها من موازنة مخاطر سوق العمل والتضخم إلى إدارة مخاطر المبالغة في السوق.

تاريخ الارتفاعات ومخاوف الفقاعة

يشير مارك هاكيت من شركة "نايشناوايد" إلى أن الأسواق حافظت على هدوء لافت رغم المخاطر، بانتظار محفز جديد في ظل نقص البيانات الاقتصادية.

ويُعد الارتفاع الذي شهدته الأسهم خلال الأشهر الستة الماضية نادراً، حيث لم يُسجَّل بهذه الحدة سوى خمس مرات منذ عام 1950، وفقاً لبيانات "بلومبرغ".

وتاريخياً، عندما تسجل الأسهم الأمريكية مستويات قياسية في سبتمبر، فإنها تميل لمواصلة ارتفاعها في الربع الرابع بمتوسط 4.8%.

ويصادف يوم الأحد القادم الذكرى الثالثة للسوق الصاعدة الحالية، مع اقتراب مؤشر إس آند بي 500 من مضاعفة قيمته خلال هذه الفترة.

وقد أثارت طفرة الذكاء الاصطناعي دعوات لإجراء عملية تصحيح أو توحيد للأسعار، وسط مخاوف من أن تكون موجة الصعود قد تجاوزت حدودها بعد ارتفاع بقيمة 16 تريليون دولار في قيمة مؤشر إس آند بي 500 منذ أبريل.

جدل التقييمات ومقارنة فقاعة الإنترنت

يُشكك بيتر أوبنهايمر من "غولدمان ساكس غروب" في القلق المبكر بشأن فقاعة في أسهم التكنولوجيا، موضحاً أن الارتفاع الحالي ترافق مع نمو قوي في الأرباح، على عكس الفقاعات السابقة التي كانت مدفوعة بالمضاربة.

ومع ذلك، نصح المستثمرين بـتنويع محافظهم لتفادي المخاطر الناتجة عن ضيق نطاق الارتفاع.

من جانب آخر، أشار جيف بوخبيندر من "إل بي إل فايننشال" إلى أن تركّز السوق يُعد مصدراً للقلق والمقارنة بفقاعة الإنترنت، حيث شكّل قطاع التكنولوجيا نحو 33% من مؤشر S&P 500 في ذروة عام 2000، وهو ما يقل قليلاً عن الوزن الحالي البالغ نحو 35%.

ورغم هذه المقارنة، يرى بوخبيندر أن تقييمات الأسهم التكنولوجية الكبرى تبدو أكثر منطقية اليوم.

وختم بوخبيندر بالقول إن "دورة الذكاء الاصطناعي الحالية ممولة بشكل أفضل من الطفرة الاتصالية في التسعينات، وتبدو أكثر استدامة وربحية، ومن المرجح أن تترك وراءها قدراً أقل بكثير من الدمار". 

إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق