الذهب يسجل رقمًا قياسيًا ويتجاوز ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قفزت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، لتتجاوز للمرة الأولى حاجز 4000 دولار للأونصة، في سابقة تاريخية تعكس تصاعد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط تفاقم الضبابية الاقتصادية والسياسية عالمياً، إلى جانب تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.

وسجل الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 0.5% ليصل إلى 4002.53 دولار للأونصة بحلول الساعة 02:13 بتوقيت غرينتش، بينما صعدت العقود الآجلة الأميركية للذهب لتسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتبلغ 4025 دولاراً للأونصة، في حين حافظ المعدن الأصفر على وتيرة مكاسبه القوية منذ بداية العام، مرتفعاً بنسبة 52% بعد أن قفز بنسبة 27% خلال عام 2024.

ويُنظر إلى الذهب تقليدياً كـ«مخزن للقيمة» في فترات التوتر الاقتصادي والجيوسياسي، إذ يستفيد من ضعف العملات الرئيسية وانخفاض العوائد على السندات، وهو ما دفع المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في الأصول الثمينة على حساب الأصول عالية المخاطر.

توقعات بمزيد من المكاسب

وقال تاي وونغ، المتداول المستقل في المعادن، إن السوق «تشهد ثقة متنامية في الاتجاه الصاعد»، متوقعاً أن يتجه الذهب نحو المستوى النفسي المهم 5000 دولار للأونصة إذا واصل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سياسة التيسير النقدي وخفض الفائدة تدريجياً.

وأضاف أن العوامل الجيوسياسية، مثل احتمالات هدنة طويلة الأمد في الشرق الأوسط أو أوكرانيا، قد تؤدي إلى بعض التذبذب، لكنها لن تغيّر الاتجاه العام الصاعد طالما استمرت الضغوط على الدولار الأميركي وارتفاع الدين العالمي، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية من الذهب بوتيرة قوية.

عوامل دعم الصعود

ويغذي الارتفاع التاريخي الحالي مزيج من العوامل الاقتصادية والمالية، أبرزها:

  • توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي مرتين إضافيتين هذا العام، بواقع 25 نقطة أساس في أكتوبر وديسمبر.
  • استمرار ضعف الدولار أمام سلة العملات الرئيسية.
  • ارتفاع مشتريات البنوك المركزية حول العالم التي تسعى لتنويع احتياطاتها وتقليل الاعتماد على الدولار.
  • زيادة الطلب من صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب (ETFs)، والتي سجلت أعلى تدفقات منذ منتصف 2023.
  • تصاعد المخاطر السياسية في أوروبا واليابان، وتنامي القلق من ركود محتمل في الولايات المتحدة.

الإغلاق الحكومي الأميركي يزيد الضبابية

ويأتي الارتفاع وسط الإغلاق الحكومي الأميركي الذي دخل يومه السابع، مما أدى إلى تأجيل إصدار بيانات اقتصادية رئيسية، ودفع المستثمرين للاعتماد على تقديرات مستقلة بشأن مسار السياسة النقدية.

ويتوقع المحللون أن يؤدي هذا الإغلاق إلى تعقيد مهمة الفيدرالي في تقييم الوضع الاقتصادي، ما يعزز التوجه نحو خفض الفائدة لدعم النمو.

الخوف من تفويت الفرصة يدعم الشراء

وأشار جيوفاني ستاونوفو، المحلل في بنك يو بي إس (UBS)، إلى أن «الخوف من تفويت الفرصة» أصبح محركاً رئيسياً للمستثمرين، قائلاً:

«نرى مستثمرين يشترون الذهب رغم ارتفاعه القياسي، وهو ما يغذي موجة الصعود أكثر ويزيد من زخم السوق».

تأثير الصعود على المعادن الأخرى

كما ارتفعت أسعار المعادن النفيسة الأخرى، إذ صعد الفضة الفورية بنسبة 0.5% إلى 48.03 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 2.2% إلى 1653.21 دولاراً، فيما زاد البلاديوم بنسبة 1.3% إلى 1355.32 دولاراً، وسط توقعات بمواصلة الاتجاه الصاعد في المدى المتوسط مع تزايد المخاطر العالمية.

ويشير محللون إلى أن تجاوز الذهب لمستوى 4000 دولار للأونصة يمثل نقطة تحول تاريخية في الأسواق العالمية، مؤكدين أن العوامل الأساسية لا تزال تدعم استمرار الزخم الإيجابي، مع احتمال أن يشهد المعدن الثمين تصحيحات محدودة قبل التوجه نحو مستويات جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق