«نيكاي» الياباني يتأرجح بين ... - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت البورصة اليابانية أداءً متباينًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، حيث توازن التفاؤل في الأسواق بشأن احتمالات زيادة الحوافز الاقتصادية مع موجة من عمليات جني الأرباح بعد الارتفاعات القوية التي سجلها مؤشر «نيكاي» إلى مستويات قياسية في الجلسات السابقة.

واستقر مؤشر «نيكاي 225» عند مستوى 47,965.29 نقطة في منتصف جلسة التداول، دون تغيّر يُذكر عن الإغلاق السابق، بينما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقًا بنسبة 0.7% مدعومًا بمكاسب في أسهم قطاعات التكنولوجيا والصناعة. وكان «نيكاي» قد أنهى جلسة الثلاثاء على ارتفاع طفيف مسجلاً إغلاقًا قياسيًا جديدًا عند 47,950.88 نقطة، مدفوعًا بحالة التفاؤل التي أعقبت انتخاب ساناي تاكايتشي زعيمةً للحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ومن المتوقع أن تتولى تاكايتشي قريبًا رئاسة الوزراء في اليابان، لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب منذ نحو عقد من الزمان، وهي معروفة بدعمها لسياسات مالية ونقدية أكثر مرونة وتحفيزًا للنمو، تشمل ضخ استثمارات كبيرة في قطاعات استراتيجية مثل الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والدفاع، مما عزز معنويات المستثمرين في السوق اليابانية.

وقال كاي أوكامورا، المدير التنفيذي في شركة «نيوبيرغر بيرمان» لإدارة الأصول في طوكيو، إن "الارتفاعات الأخيرة في السوق تعكس في المقام الأول توقعات المستثمرين بشأن السياسات الاقتصادية المقبلة، أكثر مما تعكس تحسّنًا في الأساسيات الاقتصادية للشركات". وأضاف أن "هناك بعض المبالغة في تقييمات الأسهم، ومن الطبيعي أن نشهد عمليات تصحيح وجني أرباح في المدى القصير".

كما ساعد تراجع الين الياباني الحاد، الذي هبط إلى أدنى مستوياته منذ فبراير الماضي، في دعم أسهم الشركات المصدّرة، نظرًا لأن ضعف العملة المحلية يزيد من قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.

وبين مكونات مؤشر «نيكاي»، ارتفعت أسهم 148 شركة مقابل تراجع 76 شركة، فيما ظل مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا عند مستوى 77 نقطة، ما يشير إلى أن السوق لا يزال في منطقة تشبّع شرائي تعكس ارتفاعًا مفرطًا في الأسعار.

وجاءت أبرز المكاسب من نصيب شركة «آي إتش آي» (IHI) المتخصصة في صناعة الآلات الثقيلة، إذ صعد سهمها بنسبة 6.3% بعد إعلانها عن نتائج فصلية قوية وتحسّن في الطلب الخارجي، تلتها شركة «فوجيكورا» المورّدة الرئيسية لقطاع الذكاء الاصطناعي، والتي قفز سهمها 4.2% مدعومًا بتوقعات بزيادة العقود مع شركات التكنولوجيا الأمريكية والآسيوية.

في المقابل، تعرضت أسهم الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا لضغوط، حيث هبط سهم مجموعة سوفت بنك بنسبة 2.1% متأثرًا بتقلبات سوق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي العالمي، بينما تراجع سهم «طوكيو إلكترون» الرائدة في صناعة معدات أشباه الموصلات بنسبة 2.2% نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح بعد مكاسب قوية خلال الأسابيع الماضية.

ويرى محللون أن الأسواق اليابانية تدخل مرحلة إعادة توازن طبيعية بعد موجة صعود متواصلة منذ بداية الربع الرابع من العام الجاري، مدفوعة بتوقعات دعم مالي واسع النطاق من الحكومة الجديدة، مؤكدين أن الاتجاه العام لمؤشر «نيكاي» لا يزال إيجابيًا على المدى المتوسط طالما ظل الدعم السياسي والاقتصادي مستمرًا.

ومن المتوقع أن تراقب الأسواق عن كثب تصريحات تاكايتشي خلال الأيام المقبلة بشأن توجهات حكومتها الاقتصادية، إضافة إلى أي إشارات تصدر عن بنك اليابان حول تعديل سياساته النقدية التيسيرية، في ظل الضغوط التضخمية المستمرة وارتفاع عوائد السندات اليابانية إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عقدين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق