بالبلدي: كلمة ومعنى حنان عبدالقادر تكتب:بيت العيلة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

من منا لايساوره الحنين إلى الماضى،من منا لا يتوقف لحظات مع ذاته يتمنى أن يعود الزمن إلى الوراء بكل تفاصيله، نعم اعتقد أنكم تتفقون معى أن الماضي رغم بساطته كان أرقى وأفضل على كافة المستويات، ليس من قبيل البكاء على الأطلال ولكن من باب إحقاق الحق ،وبنظرة مقارنة بين الماضي والحاضر تستنتج بما لا يدع مجالا للشك ان كفة الماضي ترجح وبقوة،دعونا نستعرض شكل الأسرة قديما والآن، كثير من جيلى عايش تجربة بيت العيلة والذى كان يضم بين جنباته عدة أسر يعيشون حياة مستقرة أمنة هادئة الحب يجمعها، فلامجال للمقارنة ولافرصة للمنافسة اوالتباهى بمن يملك أكثر وفى ظل هذا المناخ السوى تسود القيم وبقوة هذه القيم وقوانين الأسرة لا مجال لانفلات اوأنحراف لا قدر الله، فالجو النقى كفيل باشاعة الحب والتفاهم والرضا وكل القيم النبيلة التى هى وتد لكل كيان أسرى، الفرح واحد، الحزن واحد والكل فى واحد حتى الطعام كان بطعم البركة،لوتطرقنا لطقوس الزواج كانت بسيطة ويسيرة بلامظاهر اومغالاه لم نسمع عن أعباء تحملتها أسرنا القديمة فى تجهيز أولادهم أو أنهم اضطروا للاستدانه لتجهيز اولادهم والتورط فى قصص الغارمين والغارمات، و١٠٠فوطة و٥٠ ملاءة وغير ذلك من مظاهر خادعة ،وبنظرة سريعة لما آلت إليه الحياة الآن تغيرت ملامحها إلى الأسوأ والأكثر تعقيدا، أختفى بيت العيلة واختفى معه المودة والدفء والترابط وظهرت أفكار البعد والفرقة تجنبا للمشاكل، جدت أمور سهلت التباعد بين أفراد الأسرة ربما يتهم البعض وسائل التواصل الاجتماعي بأنها كانت سبب التباعد لكنى أضيف أن البعض ساعد في هذا التباعد وظهرت قيم وأفكار كانت غريبة علينا ونرفضها اصبحنا نسمع عن الخلافات حول الإرث ،وأصبحنا نرى الخوف من الحسد، فالمعلومات عن النجاح والخطوبة والزواج من الأسرار غير قابلة للتداول، وهو ماأصاب العلاقات الإجتماعية بشروخ ربما لايداويها الزمن،حتى العادات الغذائية تغيرت، بعض الأمهات تمردن على طهى الطعام في البيت فظهرت محلات البيتزا التى أصابت أولادنا بالتخمة والسمنة، اصبحنا نرى الغارمات والغارمين لأشخاص تمردوا على ظروفهم الاجتماعية ولجأوا للاستدانه من اجل المظاهر الكدابة لتجهيز أولادهم وإقامة الحفلات، نعم الحياة أصبحت أكثر تعقيدا من صنع أنفسنا وقلة وعينا، نعم ربما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي فى مضاعفة المشكلات ولعل أوضح مشكلة تسببت فيها هى حالة التباعد الإجتماعى الذى أحدثته ورسخته وجعلت البعض في حالة استغناء عن الآخر فى هذا العالم الافتراضي الذى كان وراء الكثير من المشاكل العائلية وخلق مساحة من التمثيل والتزييف بصورة هددت عدد ليس قليل من الأسر واصابها بشروخ لاتلتئم، وللحديث بقية.
[email protected]

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق