الساحل الشمالي بقى العنوان الأهم للاستثمارات العقارية والسياحية في مصر خلال السنين الأخيرة، خصوصا بعد ما الإمارات دخلت بقوة في مشروع "رأس الحكمة" بـ 35 مليار دولار، وقطر أعلنت عن استثمار جديد بـ 4 مليارات دولار في "علم الروم"، الحكومة كمان بتحضر لمدينة جديدة عملاقة على مساحة 110 آلاف فدان غرب رأس الحكمة .. والتحركات دي مش بس بتعزز مكانة المنطقة على البحر المتوسط، لكن كمان بترسم خريطة جديدة للتنمية الاقتصادية والسياحية في مصر.
مسؤول حكومي قال في تصريحات صحفية إن مصر بتجهز لإنشاء مدينة جديدة على مساحة ضخمة توصل لـ 110 آلاف فدان غرب رأس الحكمة، في خطوة جديدة لتعزيز حضورها على الخريطة الاستثمارية .. المشروع الجديد هييجي ضمن سلسلة مشروعات بتغير شكل الساحل الشمالي بالكامل، واللي بقى نقطة جذب أساسية للمستثمرين الخليجيين.
وعشان تبقى عارف .. المشروع ده بيكمل على اللي حصل السنة اللي فاتت لما مصر أطلقت مشروع "رأس الحكمة" مع الإمارات باستثمارات 35 مليار دولار، واللي اتولت تطويره شركة "مدن القابضة" الإماراتية .. الشركة أعلنت قبل كده إنها هتنفذ مشروعات بنية تحتية بـ 45 مليار جنيه (حوالي 928 مليون دولار) خلال أول سنتين ونص، علشان تبدأ أول مشروعاتها السياحية.
ومن الناحية التانية، قطر دخلت السباق برضه، واتفقت على شراء 5000 فدان في منطقة "علم الروم" شرق مرسى مطروح بقيمة 4 مليارات دولار.

المشروع هيكون سياحي متكامل، وهتطوره شركة "الديار" التابعة لجهاز قطر للاستثمار، والحكومة المصرية هتحصل على حصة من الإيرادات مقابل توصيل المرافق وأعمال البنية التحتية، ومن المتوقع الإعلان الرسمي عن المشروع في أكتوبر الجاري.
بس اللافت إن "علم الروم" منطقة ليها تاريخ، واتسمت بالاسم ده عشان كان فيها حصن روماني قديم .. كمان المنطقة معروفة بهدوء شواطئها وطبيعتها المميزة، وبتعتبر وجهة مثالية للصيد والسياحة العائلية، كمان موقعها استراتيجي لأنها تبعد حوالي 50 كيلومتر بس عن رأس الحكمة، اللي بقت محور الاستثمارات الإماراتية.
وبحسب تقارير استشارية زي اللي نشرتها "نايت فرانك"، أثرياء الخليج – خصوصاً من الإمارات والسعودية – بيخططوا يضخوا استثمارات بـ 1.1 مليار دولار في شراء مساكن تانية في مصر سنة 2025، وأغلبهم بيختار الساحل الشمالي، وده بيأكد إن المنطقة بقت الوجهة الأولى للأثرياء في الشرق الأوسط اللي بيدوروا على عقارات على البحر المتوسط.
كمان الحكومة المصرية عندها رؤية طويلة المدى للمنطقة، وبتستهدف إنها تتحول لمحور تنموي متكامل لحد سنة 2052، يقدر يستوعب حوالي 5 ملايين نسمة، ويوفر 1.5 مليون فرصة عمل مباشرة، مع تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي ما يقلش عن 12%.
والمشروعات دي بتيجي في وقت مصر بتحاول فيه تعزز مواردها من الاستثمار الأجنبي لسد الفجوة التمويلية وتقليل الدين الخارجي، وده جزء من برنامج الإصلاح الاقتصادي المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي .. يعني الحكومة بتستهدف جذب استثمارات أجنبية مباشرة توصل لـ 42 مليار دولار في السنة المالية 2025-2026.
وخليني اقولك ان الساحل الشمالي مش بس بقى وجهة سياحية، لكنه بيتحول بسرعة لمركز إقليمي للاستثمارات الخليجية الضخمة، ومع دخول الإمارات وقطر بمشروعات بمليارات الدولارات، ومع تخطيط الحكومة لمدينة جديدة عملاقة، المنطقة دي قدامها مستقبل استثنائي ممكن يخليها واحدة من أهم الوجهات العقارية والسياحية على البحر المتوسط.
0 تعليق