تتواصل الجهود منذ ساعات الصباح الأولى لإخماد حريق في حقل نفط عراقي اندلع في مستودع الزبير 1 بمحافظة البصرة، وسط حالة استنفار شاملة من فرق الإطفاء والسلامة في القطاع النفطي.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكدت وزارة النفط، أن الحريق -الذي اندلع صباح اليوم الأحد 26 أكتوبر/تشرين الأول (2025)- ما يزال تحت السيطرة الجزئية، بعد مرور نحو 4 ساعات على اندلاعه.

وأوضحت أن الحادث وقع نتيجة تسرُّب في منظومة الغاز القديمة بمنظومة الضخ في مستودع الزبير 1، ما أدى إلى اندلاع حريق في حقل نفط عراقي بشكل مفاجئ.

وتواصل فرق السلامة والطوارئ في الوزارة وشركة نفط البصرة، إضافة إلى الدفاع المدني، جهودها للسيطرة على النيران، ومنع امتدادها إلى مناطق أخرى من المستودع، بينما تواصل الفرق جهودها لتحقيق الإطفاء الكامل خلال الساعات المقبلة.

وسجلت الوزارة مصرع موظف من شركة نفط البصرة وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، إذ يعاني بعض المصابين حروقًا خطيرة، بينما ما تزال السيطرة التامة على الحريق تحتاج إلى مزيد من الوقت والدقة.

تفاصيل الحادث وإجراءات الطوارئ

اندلع الحريق خلال قيام مجموعة من العمال بعمليات لحام قرب أحد خطوط الأنابيب، ما تسبَّب باشتعال النيران في جزء من الخط الذي ينقل الخام من حقل الزبير إلى الخزانات المجاورة، حسب وكالة رويترز.

وحتى الآن، تواصل فرق الإطفاء جهودها المكثفة لإخماد أكبر حريق في حقل نفط عراقي خلال الآونة الأخيرة، الذي ما يزال مشتعلًا في بعض النقاط، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ولم يؤثّر الحادث حتى الآن في تدفقات النفط أو عمليات الإنتاج، إذ تبلغ الطاقة التشغيلية للحقل نحو 400 ألف برميل يوميًا، في حين تعمل السلطات على منع أيّ امتداد للنيران إلى خطوط النقل الأخرى أو مناطق التخزين المحيطة.

وأشار مسؤول في القطاع النفطي إلى أن استمرار الحريق لمدة طويلة قد يؤدي إلى توقُّف جزئي في بعض عمليات التحميل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الأطقم الفنية تعمل على مدار الساعة للسيطرة الكاملة على حريق في حقل نفط عراقي قبل حدوث أيّ تأثيرات في الإمدادات.

وبحسب الوزارة، فإن الحريق نجم عن تسرُّب غازي في منظومة ضخ قديمة داخل المستودع، مؤكدةً أن جميع الفرق المختصة تعمل وفق قوانين الطوارئ المعتمدة في مثل هذه الحالات، وأن التحقيقات الفنية جارية لتحديد أسباب التسرب ومنع تكرار الحادث.

كما عبّرت وزارة النفط عن تعازيها لعائلة الموظف المتوفى، ورجَت الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدةً أن مثل هذه الحوادث -رغم ندرتها- تتطلب وقتًا وجهدًا مكثفًا للسيطرة الكاملة عليها، وأنها ستعلن نتائج التحقيق فور إخماد الحريق في حقل النفط العراقي.

حريق حقل الزبير

بحسب المصادر الميدانية، فإن حريق حقل الزبير لم يؤدِّ حتى الآن إلى أيّ تراجع في مستويات الإنتاج اليومية أو تأخير في تصدير النفط الخام من ميناء البصرة، إذ إن البنى التحتية الأساسية في الحقل ما تزال آمنة وتحت المراقبة المستمرة.

وتعمل الفرق الميدانية على تبريد المنطقة المحيطة بالحريق لضمان عدم انتقال النيران إلى خطوط الغاز أو وحدات الضخ الحديثة، في حين تُجري وزارة النفط العراقية تقييمًا شاملًا للأضرار المادية المحتملة في منظومة الضخ القديمة.

وتسبَّب الحريق في أضرار محدودة بالمنظومة القديمة فقط، دون أن يمتد إلى مرافق التخزين الرئيسة، بينما أوقفت الشركة المشغّلة العمل في جزء من الأنابيب مؤقتًا بإجراء احترازي، إلى حين اكتمال الإطفاء النهائي.

كما أكدت الجهات الرسمية أن الوزارة تتابع الموقف من غرفة عمليات مشتركة في بغداد والبصرة، مشيرةً إلى أن التعامل مع حريق في حقل نفط عراقي يجري ضمن خطة طوارئ مدروسة لتفادي أيّ انعكاسات على سلامة العاملين أو استقرار السوق النفطية.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الحادث لن يترك أثرًا كبيرًا على إنتاج النفط العراقي الكلي، لكن استمرار الحريق لساعات إضافية قد يستدعي إيقاف بعض الأنشطة الميدانية مؤقتًا، ريثما يتمّ التأكد من استقرار الوضع بالكامل.

يشار إلى أن حقل الزبير النفطي يمثّل رقمًا مهمًا في إنتاج العراق من النفط الخام، وهو أحد أقدم حقول النفط والغاز في البلاد، ويضم احتياطيات ضخمة تناهز نحو 4 مليارات برميل من النفط الخام القابل للاستخراج.

كما يعدّ الحقل واحدًا من أهم حقول النفط العملاقة في العالم، إذ يشكّل أهمية إستراتيجية كبيرة بالنسبة إلى بغداد، ويمثّل رقمًا كبيرًا في صادرات النفط العراقي، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على إيرادات الدولة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..