وسط ما الناس كلها كانت مركزة على العاصمة والمشروعات الكبيرة فيها، كان في مشروع في الصعيد بيكبر بهدوء .. مشروع قدر يغير شكل الاقتصاد المصري من أول وجديد!
وهو مجمع الألومنيوم في نجع حمادي، واحد من أضخم وأقدم المشروعات الصناعية في مصر، واللي بقى دلوقتي مصدر فخر مش بس لأهل الصعيد، لكن لكل المصريين.
القصة بدأت في نهاية الستينات، وقت ما الدولة كانت شايفة إن التنمية لازم توصل لكل محافظة، وإن الصعيد لازم يكون ليه نصيبه من الصناعة والتقدم.
ومن هنا جات فكرة إنشاء مجمع الألومنيوم بنجع حمادي سنة 1969، علشان يكون حجر الأساس للصناعات التقيلة في الجنوب.
اختيار الموقع ماكنش صدفة، المكان قريب من نهر النيل ومن خزان قناطر نجع حمادي، وده ساعد في توصيل الكهرباء بسهولة من السد العالي في أسوان لتشغيل خطوط الإنتاج العملاقة.
من أول يوم، الأرض كانت فاضية، لكن بسرعة اتحولت لمدينة صناعية كاملة .. فيها آلاف العمال والمهندسين شغالين بإصرار وطموح.

وخليني اقولك ان المجمع ده بيضم أكتر من 550 خلية إنتاجية شغالة على مدار الساعة، غير الأقسام التانية زي المسابك والدرفلة والورش اللي بتجهز المنتجات النهائية.
وبقى بينتج دلوقتي حوالي 300 ألف طن ألومنيوم سنويًا، والطموح يوصل لـ 600 ألف طن قريب جدًا.
بس المنتجات اللي بتخرج من نجع حمادي مش عادية، دي بتدخل في كل الصناعات اللي حوالينا:
من الكهرباء والهندسة، للبناء والتعبئة والتغليف، وحتى في الأدوات المنزلية والسيارات والطيران.. يعني ببساطة، أي قطعة ألومنيوم في حياتنا ممكن تكون جايه من هناك!
المجمع ماكانش بس مصنع .. ده بقى مصدر للعملة الصعبة، وفتح آلاف فرص العمل لأهالي الصعيد، وخلق حياة جديدة في منطقة كانت مهجورة.
لكن رغم النجاح ده، الطريق ماكنش سهل، المجمع واجه تحديات كتير زي ارتفاع أسعار الطاقة وتقلب أسعار الألومنيوم عالميًا، بس فضل صامد بفضل دعم الدولة.
وفي السنين الأخيرة، بدأت خطة تطوير ضخمة لتحديث المجمع بالكامل:
زي تركيب خطوط إنتاج جديدة، تقليل استهلاك الكهرباء، وتحديث التكنولوجيا عشان يفضل الألومنيوم المصري محافظ على جودته ومكانته في السوق العالمي.
لحد ما بقى مجمع نجع حمادي مش مجرد مصنع .. ده رمز لقوة الصناعة المصرية، وشاهد حي على إن التنمية مش لازم تكون في العاصمة بس، لأ، ممكن تبدأ من قلب الصعيد وتوصل للعالم كله.. وده دليل إن الصناعة المصرية لسه فيها روح وعزيمة، ولسه عندها كتير تقدمه.















0 تعليق