03:43 م - الخميس 23 أكتوبر 2025

0

في خطوة تشير إلى تباطؤ وتيرة سياسة التيسير النقدي، أعلن البنك المركزي التركي اليوم الخميس خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 100 نقطة أساس ليصل إلى 39.5%. تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن تنامي معدلات التضخم، ما يضع الاقتصاد التركي أمام تحديات جديدة تتعلق بالحفاظ على استقرار الأسعار وتحفيز النمو في آن واحد.

تفاصيل القرار:

يمثل الخفض الأخير تقليصًا معتدلًا مقارنة بخفض الفائدة السابق في سبتمبر، والذي بلغ 250 نقطة أساس، بعد أن كان البنك قد أقدم على خفض أكبر بمقدار 300 نقطة أساس في يوليو.

الخطوة الحالية تعكس توجهًا أكثر حذرًا من قبل البنك المركزي، خصوصًا بعد ارتفاع معدلات التضخم فوق التوقعات خلال الأشهر الماضية.

وفقًا لاستطلاع رأي أجرته وكالة رويترز بمشاركة 17 خبيرًا اقتصاديًا، توقع معظم المشاركين خفض الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، بينما رأى أربعة محللين ضرورة الإبقاء على المعدلات دون تغيير.

خلفية اقتصادية:

شهد الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة ارتفاعًا حادًا في الأسعار، حيث بلغ معدل التضخم في سبتمبر نحو 33.29% على أساس سنوي، وهو ما تجاوز توقعات السوق بشكل ملحوظ. هذا الارتفاع المتسارع في الأسعار جاء نتيجة الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد، إلى جانب استمرار ضعف العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.

التوقعات المستقبلية:

من المتوقع أن يتبنى البنك المركزي التركي نهجًا أكثر حذرًا في المرحلة المقبلة، مع مراقبة دقيقة لتطورات التضخم والنشاط الاقتصادي. وتشير التحليلات إلى أن دورة التيسير النقدي التي بدأها البنك منذ منتصف العام قد تشهد إبطاءً واضحًا، في ظل الحاجة إلى موازنة أهداف النمو الاقتصادي مع استقرار الأسعار.

يمثل خفض الفائدة الأخير خطوة محسوبة من البنك المركزي التركي في ظل بيئة اقتصادية معقدة تتسم بتصاعد الضغوط التضخمية وتزايد التحديات السياسية. وبينما يرى بعض المحللين أن الخفض يهدف إلى دعم النشاط الاقتصادي، يحذر آخرون من أن استمرار ارتفاع الأسعار قد يحدّ من فعالية هذه السياسات النقدية خلال الفترة القادمة.