موقف المسيحية من شرب الخمر الكنيسة تكشف هل هو محرم أم يتعلق باستخدامه - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الكنيسة , يتساءل العديد من الأشخاص حول موقف الديانة المسيحية من شرب الخمر، وهل يعتبر محرمًا كما هو الحال في بعض الديانات الأخرى، أم أن التحريم يرتبط بطريقة الاستخدام وليس المادة نفسها؟ هذا السؤال لطالما كان محط نقاش، وفي هذا السياق، أوضح العديد من القادة الدينيين في المسيحية، وخاصة الراحل البابا شنودة الثالث، موقف المسيحية بشكل واضح، مؤكدين أن التحريم لا يتعلق بالخمر كمادة بحد ذاتها، بل يعتمد على طريقة استخدامها.

الكنيسة القبطية

الكنيسة-القبطية

الخمر في المسيحية: الكنيسة تؤكد ليست المادة بل الاستخدام

في إحدى عظاته الشهيرة، قام البابا شنودة الثالث بتوضيح أن الكتاب المقدس لم يحرم الخمر أو أي مادة أخرى بحد ذاتها. بل، كما أشار، المحرم هو سوء استخدام المادة. وقال البابا شنودة: “مفيش مادة حرام، لكن لو استخدمت مادة استخدام سيئ، فهنا يكون الحرام”. وبالتالي، وفقًا لهذه الرؤية، الخمر ليست محرمًا في ذاته، وإنما الخطر يكمن في طريقة استخدامه وتناوله.

وأضاف البابا أنه لو كانت المادة نفسها محرمة، لما كان بالإمكان استخدامها في الأسرار المقدسة ، مثل سر التناول، حيث يُستخدم الخمر بنسب معينة كجزء من الطقوس الدينية. وهذا يؤكد على أن كنيستنا لا ترى في الخمر مادة محظورة في حد ذاتها، وإنما ترى أن التحريم يتجلى عندما يُسرف في استخدامها أو يتم الاعتماد عليها بشكل مفرط.

 

البابا شنودة الثالث

البابا شنودة الثالث

الخمر ومخاطر الإفراط

من وجهة نظر البابا شنودة، الخطأ لا يكمن في الخمر كشراب بل في نسبة الكحول الموجودة فيه. الخمر يتنوع من حيث نسبة الكحول التي يحتوي عليها، فهناك أنواع تحتوي على نسبة كحول منخفضة (4% إلى 5%)، وأخرى تحتوي على نسب عالية قد تصل إلى 50% أو 60%. وبالطبع، الخطر يكمن في تناول الأنواع التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكحول، حيث أنها تؤثر سلبًا على صحة الإنسان، وتؤدي إلى تدهور الوعي العقلي، مما يؤدي إلى تصرفات غير لائقة قد تضر بالإنسان نفسه وبمن حوله.

وأشار البابا أيضًا إلى أن الكحول لا يعتبر محرمًا بشكل مطلق، بل يُستخدم في العديد من الصناعات الطبية. على سبيل المثال، الكحول يدخل في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، وهو بذلك ليس محرمًا بالضرورة. لكن، كما أوضح البابا، المشكلة تظهر حين يتحول الأمر إلى عادة ضارة. فإذا تم تناول الخمر بشكل مفرط أو بشكل مستمر، فإن ذلك يؤدي إلى الاعتياد، وهو ما قد يؤدي إلى تدمير حياة الشخص والتأثير على صحته وعلاقاته الاجتماعية.

 

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

الخلاصة: المسيحية تركز على الاعتدال

في الختام، يُمكن القول أن المسيحية لا تحرم شرب الخمر في حد ذاته، بل تركز على كيفية استخدامه. فالكتاب المقدس لم يُصدر حكمًا قاطعًا بتحريمه، لكن الكنيسة تحث على الاعتدال وتجنب الإفراط في تناوله. الأهم من ذلك هو أن المسيحية تدعو إلى استخدام العقل والحكمة في كل شيء، بما في ذلك شرب الخمر، حيث يكون الحذر من الاعتياد والإفراط هو الطريق لتجنب المخاطر الروحية والجسدية التي قد تترتب على ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق