اللص الهارب بعد الصافرة.. عاطل حاول سرقة مكتب بريد بنقب جدار مسجد - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سرق مكتب بريد.. كانت الفكرة تولد في ذهنه بهدوء، كأنها وسوسة خافتة تتسلل في لحظة ضعف، جاء من صعيد مصر إلى الإسكندرية في زيارة عادية لشقيقته، لكنّ المدينة التي تضيء ليل البحر أغرته بأن يجرب حظه في مغامرة خاسرة.

 

لم يكن يملك مالاً، ولا عملاً، فقط طموح مشوَّه إلى ثراء سريع، وخطة بدت له في خياله بسيطة بسرقة مكتب البريد ليلاً عبر جدار مسجد مجاور.

جلس في أركان المسجد بعد انتهاء صلاة العشاء، ينتظر انصراف المصلين، بينما يتصاعد في رأسه صخب الأفكار، حين خيّم السكون، أخرج مطرقة وأزميلاً من حقيبته، وبدأ يضرب الجدار بخفةٍ مترددة ومع كل ضربةٍ، كانت خطيئته تكبر، ظلّ يحفر ساعاتٍ طويلة حتى فتح ثغرة صغيرة، زحف منها إلى مكتب البريد، معتقدًا أن الحظ إلى جانبه.

لكن الحظ كان له بالمرصاد، لم يكد يخطو أولى خطواته حتى دوّى صوت الإنذار كالرعد في أذنيه، ارتبك، تراجع، ثم جرى هاربًا تاركًا أدواته خلفه شاهدةً على فشله.

في الصباح، كان رجال الأمن يفحصون مكان الحادث، والفتحة في الجدار تحكي القصة بصمت، ولم يستغرق الأمر طويلاً حتى توصلت التحريات إلى هوية الفاعل، وفي منزله بقنا، تم ضبطه، ليجد نفسه في نهاية المطاف داخل زنزانة، يحفر الندم في قلبه بدل الجدران.

العقوبة القانونية المتوقعة


تثير الواقعة التي شهدها أحد أحياء الإسكندرية أخيرًا، والمتعلقة بمحاولة سرقة مكتب بريد ليلاً عبر جدار مسجد مجاور، تساؤلات حول العقوبة القانونية التي تنتظر المتهم، خاصة بعد اعترافه أمام جهات التحقيق بتفاصيل خطته التي لم تكتمل بسبب صافرة الإنذار التي أفشلت الجريمة في لحظاتها الأولى.

الواقعة باختصار

وفقاً لبيانات وزارة الداخلية، فإن المتهم — وهو عاطل من محافظة قنا — أقدم على تنفيذ محاولة سرقة مكتب بريد بالإسكندرية مستخدمًا أسلوب "النقب"، بعد أن دخل المسجد الملاصق للمكتب ليلاً وبدأ في الحفر عبر الجدار للوصول إلى الداخل. غير أن الإنذار الأمني انطلق فور دخوله، ما اضطره للهرب وترك أدواته خلفه، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبطه لاحقاً.

الوصف القانوني للجريمة

يُعد ما ارتكبه المتهم "شروعًا في جناية السرقة" طبقًا لما نصت عليه المادة 45 من قانون العقوبات المصري، إذ بدأ في تنفيذ الفعل الإجرامي لكن أثره خاب لأسباب خارجة عن إرادته — وهي انطلاق الإنذار وهروبه قبل إتمام السرقة، كما أن الجريمة تضمنت كسر حرز ودخول منشأة عامة ليلاً، وهو ما يرفع من درجة الخطورة القانونية للفعل.

المواد القانونية ذات الصلة

المادة 316 من قانون العقوبات تنص على أن: “كل من ارتكب سرقة في مكان مسكون أو معد لحفظ المال أو في أحد ملحقاته، وكان ذلك ليلاً أو بواسطة كسر حرز، يعاقب بالسجن المشدد.

المادة 46 من القانون نفسه تحدد أن عقوبة الشروع في الجناية تكون بنقص درجتين عن العقوبة المقررة للجريمة التامة.


العقوبة المتوقعة

بناءً على ذلك، يُنتظر أن يواجه المتهم عقوبة السجن المشدد من ثلاث إلى سبع سنوات تقريبًا، كون الجريمة تُصنف كـ شروع في سرقة منشأة عامة ليلاً باستخدام الكسر والنقب.

وقد تصل العقوبة إلى عشر سنوات إذا اعتبرت المحكمة الواقعة ضمن الجرائم التي تمس المال العام أو المرافق الحكومية، خاصة أن مكتب البريد مؤسسة تابعة للدولة.

الظروف المخففة والمشددة

من الظروف المخففة: عدم وجود سوابق جنائية للمتهم، وعدم إتمام السرقة، واعترافه الكامل بالجريمة.

أما الظروف المشددة فتشمل: وقوع الفعل ليلاً، واستخدام النقب، واستهداف منشأة حكومية.

من المنتظر أن تُحال القضية إلى محكمة الجنايات بعد استكمال التحقيقات، حيث ستفصل المحكمة في مدى توافر نية السرقة وظروف التنفيذ، ورغم أن الجريمة لم تكتمل، إلا أن القانون المصري ينظر إلى الشروع في السرقة داخل منشأة عامة باعتباره تهديدًا للأمن المجتمعي، ما يجعل العقوبة قاسية نسبيًا لضمان الردع العام.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق