أكاديمية محمد السادس.. مدرسة المجد وصناعة الأبطال - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لم تُبنَ لتكون مركز تدريب عابر، بل مشروع دولة يؤسس لنهضة كروية مستدامة. على مساحة تفوق 25 هكتارًا بضواحي سلا، تتجسد فلسفة التكوين المتكامل: تعليم، تأطير، رياضة، وانضباط. تستقبل الأكاديمية مئات المواهب من مختلف الجهات، وتؤمّن لهم مسارًا دراسيًا ورياضيًا متوازيين.

فالمتدربون لا يتلقون فقط تكوينًا كرويًا احترافيًا، بل يعيشون تجربة تربوية متكاملة تُعدّهم كمواطنين مسؤولين ومبدعين.

لقد باتت الأكاديمية مرجعًا قارّيًا، تقصده وفود إفريقية وأوروبية للاطلاع على نموذجها في التسيير والتكوين. وهي اليوم تجني ثمارها: فجيل كأس العالم للشباب من خريجيها، وجيل المنتخب الأول الذي أبهر العالم في مونديال قطر 2022 خرج من ذات المنظومة.

هكذا تُثبت الأكاديمية أن الرؤية الملكية جعلت من كرة القدم المغربية مدرسةً للتميز والالتزام، لا مجرد مساحة تنافس رياضي، بل مشروعًا وطنيًا لتربية جيل يعبّر عن طموح مغرب الصاعد.


التحول الكروي الذي يشهده المغرب اليوم ليس وليد اللحظة، بل ثمرة تخطيط متواصل ورؤية استراتيجية واضحة المعالم. فالتوجيهات الملكية جعلت من الرياضة، وخاصة كرة القدم، مجالًا أساسيًا للتنمية البشرية وتعزيز إشعاع المملكة قارّيًا ودوليًا.

تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس، تم تطوير البنية التحتية الرياضية في جميع جهات المملكة: ملاعب حديثة، مراكز جهوية، برامج لتأهيل المدربين، وتحفيز للاستثمار الرياضي.

هذا التطور جعل المغرب قادرًا على تنظيم أكبر التظاهرات، وعلى تقديم ملف مشترك لتنظيم كأس العالم 2030 بثقة وجدارة.

تُبرز هذه الدينامية أن المغرب لم يعد يراهن على النتائج فقط، بل على بناء منظومة كروية شاملة، تستثمر في التكوين والتدبير والبحث العلمي والابتكار الرياضي.

إنها ثورة هادئة قادها الملك محمد السادس بخطى ثابتة، لتتحول كرة القدم من فرجة إلى قوة ناعمة تصنع صورة المغرب الصاعد في العالم. واليوم، بعد تتويج شباب المغرب أبطالًا للعالم، تتكرّس هذه الحقيقة: أن الرؤية الملكية لم تضع هدفًا رياضيًا فحسب، بل مشروعًا وطنيًا لتأهيل الإنسان المغربي في كل الميادين.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق