ترامب , شهدت مدن أمريكية كبرى مظاهرات حاشدة رافضة لما وصفه المحتجون بالاتجاهات السلطوية التي تهدد الديمقراطية الأمريكية. تركزت أبرز الفعاليات في لوس أنجلوس وأتلانتا، حيث شارك آلاف المواطنين من خلفيات متنوعة، حاملين لافتات وأعلامًا وشعارات تؤكد تمسكهم بالقيم الدستورية ورفضهم لأي مظهر من مظاهر الحكم الفردي.
أجواء رمزية وملونة في شوارع لوس أنجلوس
في مشهد لافت، احتشد عدد كبير من المتظاهرين أمام مبنى بلدية لوس أنجلوس، حاملين الأعلام الأمريكية ولافتات كتب عليها “نحن الدستور”، في رسالة واضحة تؤكد أن الشعب متمسك بنص وروح الدستور الأمريكي، ويرفض أي محاولة للالتفاف عليه.
اللافت في مظاهرة لوس أنجلوس كان الطابع الرمزي والترفيهي الذي اختاره كثير من المشاركين، حيث ارتدى البعض أزياء لشخصيات خيالية مثل “كوكي مونستر” وأحادي القرن وأسماك القرش والضفادع والديناصورات، ما أضفى أجواءً تجمع بين الجدية والسخرية، ربما تعبيرًا عن واقع سياسي عبثي من وجهة نظرهم.
“لا للملوك”: أتلانتا ترفع راية الدفاع عن الديمقراطية ضد ترامب
في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، تظاهر مئات المواطنين في المركز المدني قبل أن يسيروا نحو مبنى الكابيتول المحلي، ضمن مظاهرة بعنوان “لا للملوك”، في إشارة صريحة إلى رفضهم لما يعتبرونه نزعات استبدادية في الحكم.
الفعالية نظمتها حركة “50501”، وهي حركة لامركزية نشأت حديثًا وتلعب دورًا محوريًا في تنسيق الاحتجاجات المناهضة للاستبداد في مختلف الولايات. وقالت كيمبرلي ديميرت، مديرة الاتصالات في فرع جورجيا للحركة، إن أتلانتا كانت وما زالت مهدًا لحركة الحقوق المدنية، مؤكدة أن الديمقراطية في الولايات المتحدة تمر بلحظة فارقة تستدعي وقفة شعبية.
وأوضحت ديميرت للحشد: “نحن هنا لنقول إننا شعب لن يخضع لحكم استبدادي. أتلانتا مدينة نضال وحرية، ولن نسمح بفقدان مكتسباتنا”.
دعوات للوحدة والسلام في مواجهة الانقسام
من جانبه، شدد روب بيتس، رئيس مقاطعة فولتون، على أهمية مواصلة النضال من أجل الديمقراطية، مذكّرًا بأن الحقوق والحريات الحالية ما كانت لتتحقق لولا تضحيات حركة الحقوق المدنية. وقال: “حرية التعبير ليست رفاهية، بل أساس وجودنا كدولة ديمقراطية”.
كما عبّر متظاهرون آخرون عن رغبتهم في تجاوز الانقسامات، مثل سام تابلي من مدينة لورنسفيل، الذي قال: “لا يوجد إنسان غير شرعي. نحن إخوة وأخوات حول العالم، ويجب أن نحب بعضنا من أعماق قلوبنا”.
تأتي هذه الاحتجاجات في سياق تصاعد التوترات السياسية في الولايات المتحدة، وخصوصًا مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الواجهة، حيث يتهمه خصومه بالسعي لتقويض الديمقراطية وتعزيز السلطة الفردية. وقد جاءت هذه الفعاليات كجزء من “يوم احتجاج وطني” يدعو لحماية النظام الديمقراطي ورفض العودة إلى أنماط الحكم الاستبدادي.
0 تعليق