وقعت الجزائر صفقة لتصدير الغاز إلى أوروبا بما يدعم احتياجات دول القارة العجوز لتأمين احتياجاتها من الوقود خاصة في فصل الشتاء، بالتزامن مع تحركاتها لتنويع الإمدادات.
وأعلنت شركة سوناطراك، اليوم الخميس 16 أكتوبر/تشرين الأول (2025)، وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) توقيع اتفاقية لبيع وشراء الغاز الطبيعي مع شركة "شاز" (ČEZ) التشيكية، من خلال بتمديد العقد الحالي لتزويد التشيك بالغاز الطبيعي.
وينص الاتفاق الجديد على تزويد التشيك بالغاز لمدة إضافية مدتها سنة واحدة ابتداءً من 1 أكتوبر/تشرين الول 2025، عبر الأنبوب الذي يربط الجزائر بإيطاليا.
بموجب الاتفاق، تعزز سوناطراك موقعها في السوق التشيكية، تزامنًا مع استجابتها للطلب المتزايد على الغاز الطبيعي في السوق الأوروبية وخاصة أوروبا الوسطى.
التعاون الاقتصادي
لا يعزز التعاون حضور الجزائر على الساحة الطاقية الدولية فحسب، بل يعكس أيضًا التزامها بتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي الثنائي إلى مستويات أبعد.
بدأت سوناطراك في 1 أكتوبر/تشرين الأول 2024، في تسليم أولى كميات الغاز الطبيعي للشركة التشيكية "شاز"، في إطار عقد لشراء وبيع الغاز الطبيعي تم توقيعه مؤخرًا بين الشركتين.

ويجرى تصدير الغاز إلى التشيك عبر خط الأنابيب الذي يربط الجزائر بإيطاليا والذي يمر عبر الأراضي التونسية.
وكان العقد تتويجًا لمفاوضات مثمرة استمرت لمدة عامين، وشكل حجر الأساس للتعاون بين الشركتين بهدف تعزيز علاقتهما على المدى الطويل.
ويسمح العقد لسوناطراك بالاستحواذ على حصة في سوق الغاز التشيكية، كما يُمكّنها من تعزيز دورها كمورد موثوق وطويل الأمد للغاز الطبيعي في السوق الأوروبية.
الغاز الجزائري إلى أوروبا
يشكل الغاز الجزائري إلى أوروبا مورد رئيس للعديد من دول القارة التي سعت خلال العامين الأخيرين إلى تنويع مصادر إمداداتها بعيدًا عن روسيا في أعقاب حرب أوكرانيا.
وصعدت الجزائر منذ 2022 إلى المرتبة الثانية في قائمة أكبر مصدر للغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى أوروبا، خلف النرويج، متفوقة على روسيا التي هبطت إمداداتها بصورة كبيرة خلال الـ3 أعوام الأخيرة.
ويُصَدَّر الغاز الجزائري إلى أوروبا حاليًا عبر خطَّي أنابيب "ميدغاز" الواصل مباشرة مع إسبانيا، و"ترانسميد" المار بتونس وصولًا إلى إيطاليا.
وتأتي الجزائر على قائمة الدول ذات الموثوقية العالية في توفير إمدادات الغاز إلى عملائها، خاصة في أوروبا، التي سعت دولها خلال الأشهر الأخيرة إلى توقيع عدّة صفقات لزيادة الإمدادات.
ورفعت الجزائر طاقة خط أنابيب ميد غاز مع إسبانيا من 8 مليارات متر مكعب سنويًا إلى 10.5 مليار متر مكعب سنويًا، لتؤكد أهميتها بصفتها مورّدة رئيسة للغاز إلى السوق الإسبانية.
وتعمل الجزائر وإيطاليا على تشغيل خط "ترانسميد" بكامل طاقته، البالغة نحو 32 مليار متر مكعب سنويًا، لضمان قدر أكبر من المرونة في إمدادات الطاقة، ولتوفير كميات متزايدة من الغاز بصفة تدريجية بدأت في أعقاب الصفقات التي وقّعتها شركة سوناطراك مع إيني الإيطالية في عام 2022.
وتستهدف البلاد رفع حجم الصادرات من نحو 55 مليار متر مكعب إلى ما يقارب 100 مليار متر مكعب، في إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالمجيد تبون إلى وزارة الطاقة وشركة سوناطراك، إذ طالبهما بزيادة إنتاج الغاز من خلال مضاعفة الاكتشافات بغرض المحافظة على معدل الاستهلاك الوطني، وتقوية التصدير من جهة أخرى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق