تحولت ساحة الماريشال بقلب العاصمة الاقتصادية إلى فضاء لتجمهر كبير للشبان القادمين من مختلف أحياء المدينة من أجل الاحتجاج على تردي الأوضاع بالتعليم والصحة والتشغيل.

وتوافد المئات من الشباب، مساء اليوم الخميس، على الساحة المذكورة بمدينة الدار البيضاء، رافعين شعارات مطالبة بالعدالة الاجتماعية، رافضين في الوقت نفسه الإساءة لشكلهم الاحتجاجي بأعمال الشغب والعنف على غرار ما شهدته مناطق أخرى من المملكة ليلة أمس الأربعاء.

ورفع المحتجون الذين خاضوا وقفتهم الاحتجاجية في إطار ما بات يعرف بحركة “جيل زيد” شعارات من قبيل “علاش جينا وعلاش جينا.. على الصحة لي بغينا”، “ولادكم قريتوهم.. ولاد الشعب همشتوهم”، “حرية حرية.. عدالة اجتماعية”، “واك واك على شوهة.. سلمية وقمعتوها”، “بالوحدة والصمود.. نحيدو كاع القيود”.

وأكد المحتجون، ذكورا وإناثا، أنهم يثقون في المؤسسة الملكية، ويناشدون الملك محمدا السادس من أجل التدخل وإنصافهم جراء السياسات الحكومية.

وردد الشباب المحتجون في هذا الصدد شعار “الشعب يريد تدخل الملك”، وذلك بعدما قال أحدهم كان يخطب فيهم: “عندما نقول الشعب يريد تدخل الملك، فنحن نحب الملك، ولكن هذه مهزلة أن الحكومة صامتة لا تتحرك، لذلك فنحن نثق في أعلى مؤسسة في البلد التي هي الملك الله ينصره”.

وأكد الغاضبون أن الوضع في القطاع الصحي كان وراء هذا الاحتجاج، ناهيك عن أزمة قطاع التعليم، مطالبين الحكومة بالمغادرة في ظل عجزها عن تجاوز هذه المشاكل.

وظلت عناصر القوات العمومية تراقب الوضع؛ إذ بالرغم من تواجدها بشكل مكثف، إلا أنها لم تعمل على فض الاحتجاج أو الضغط على المشاركين من أجل الانسحاب وإنهاء شكلهم الاحتجاجي.

وتتواصل الاحتجاجات على مستوى العاصمة الاقتصادية، بشكل سلمي، في غياب تدافع أو مواجهات مع العناصر الأمنية والقوات العمومية منذ السبت الماضي.