تلقت أسواق العملات الرقمية ضربة قوية حيث شهدت موجة هبوط حادة وعنيفة جاءت كرد فعل مباشر لتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وقد أدى هذا التصعيد إلى حالة من الذعر في الأسواق العالمية لم تنج منها الأصول الرقمية التي أثبتت مرة أخرى مدى حساسيتها للأحداث الجيوسياسية الكبرى.
تصعيد تجاري يهز أسواق الأصول الرقمية
جاءت شرارة الهبوط بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى نسبة 100% مع فرض قيود مشددة على تصدير البرمجيات الحيوية.
وهو ما اعتبر ردًا مباشرًا على قرار الصين بتقييد صادرات المعادن النادرة الحيوية للصناعات التكنولوجية وقد انعكس هذا التوتر بشكل فوري على الأسواق حيث تراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بأكثر من 2%، وبينما هوت عملة البيتكوين بنسبة 8.4% لتسجل حوالي 104,782 دولارًا وتبعتها عملة الإيثيريوم التي انخفضت بنسبة 5.8% لتستقر عند 3,637 دولارًا.
تصحيح قوي أم بداية انهيار
يرى محلل الأسواق أسامة زرعي أن ما تشهده السوق حاليًا لا يمكن وصفه بالانهيار بقدر ما هو “تصحيح قوي” في سوق معروف بحساسيته الشديدة للأحداث العالمية.
وأضاف أن العملات الرقمية لم تعد معزولة عن الاقتصاد العالمي بل أصبحت تتأثر بشكل مباشر بنفس العوامل السياسية والاقتصادية التي تؤثر على الأصول التقليدية كالأسهم والذهب.
وأوضح أن لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة كالدولار والذهب هو سلوك طبيعي في أوقات عدم اليقين لكنه أكد أن جاذبية سوق الكريبتو ما زالت قائمة على المدى الطويل خاصة مع توقعات بقدوم موجة تبني مؤسسي جديدة في عام 2026.
كندا تستعجل إطارًا تنظيميًا للعملات المستقرة
في سياق متصل وعلى الرغم من تقلبات السوق دعا بنك كندا المركزي إلى ضرورة الإسراع في تطبيق إطار تنظيمي واضح للعملات المستقرة.
وحث المدير التنفيذي لعمليات الدفع رون مورو السلطات على التعاون لوضع أطر تنظيمية حديثة لأنظمة الدفع وأكد أن كندا يجب أن تدرس بجدية سن لوائح فيدرالية خاصة بالعملات المستقرة.
كما فعلت دول أخرى مشيرًا إلى أن استخدام الأصول الرقمية في تزايد مستمر تقوده العملات المستقرة المرتبطة بالعملات التقليدية مثل الدولار والتي لا تشهد نفس التقلبات الحادة للبيتكوين.
تأخر كندي في مواكبة التطورات العالمية
أوضح مورو أن أهمية هذه العملات تنبع من الحاجة الملحة لخدمات دفع عابرة للحدود تكون أسرع وأرخص وأكثر أمانًا خاصة مع ارتفاع تكاليف التحويلات الدولية.
وانتقد محللون وشركات تأخر كندا مقارنة بدول متقدمة أخرى مثل بريطانيا وأستراليا حيث لا تزال أنظمة الدفع المحلية تحت سيطرة البنوك الخمسة الكبرى مما يؤدي إلى رسوم باهظة وتأخيرات تضعف المنافسة.
ورغم أن بنك كندا تخلى عن خططه لإصدار عملة رقمية خاصة بالبنك المركزي في سبتمبر 2024 إلا أن هناك زخمًا حاليًا من القطاعين العام والخاص لدفع عجلة التغيير التنظيمي.
0 تعليق