ياسر حمدي يكتب: وداعًا صوت القطاع.. رصاص الغدر أسكته!! - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مساء أمس الأحد بينما كان الصحفي الشاب صالح الجعفراوي، يمارس عمله في توثيق آثار الدمار الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، حلت اللحظة المفجعة التي طويت فيها صفحة حياته المشرفة، ونال الشهادة وهو يحمل سلاح الصحافة.

وفقًا للشهود، فإن عناصر من ميليشيا مسلحة أطلقت النار على الجعفراوي أثناء قيامه بتغطيته الصحفية، حيث أصيب بسبع رصاصات مميتة، وجاء في رواية المراسلة نور خالد أن المسلحين استهدفوا في صباح ذلك اليوم عددًا من الشبان في حي الصبرة، وكان الصحفي صالح الجعفراوي بينهم، فيما تداول الناشطون عبر منصات التواصل الإجتماعي صورًا للصحفي بعد لحظات من استشهاده، مؤكدين أنه جرى اختطافه وإعدامه على يد المسلحين، وأفادت مصادر طبية بأن جثمان الشهيد نُقل إلى مستشفى المعمداني، بعد أن فُقد الإتصال به أثناء تغطيته للجرائم الإسرائيلية في المنطقة.

الزميل الصحفي صالح الجعفراوي، إستشهد أثناء تغطيته وتوثيقه لجرائم الإحتلال داخل قطاع غزة، لكن هذه المرة لم تكن طائرة إسرائيلية هي من قتلته! ولا قناص من جيش الكيان المحتل! الذي قتله كان فلسطيني مثله! ومن بني جلدته، ومن أهل غزة نفسها!.

صالح لمن لا يعرفه، كان من أكتر الصحفيين تأثيرًا خلال السنتين الماضيتين، كاميراته كانت بتنقل للعالم كله شكل الحياة جوه الدمار الذي تسبب فيه جيش الإحتلال، وصوته كان صوت كل الفلسطينيين من وسط والموت والدم والركام، وكان قادر لوحده يكسر الرواية الإسرائيلية التي كانت دائمًا ما تحاول تزيف الحقيقة والتاريخ، وتفهم الشعوب أنهم الجيش الأكثر أخلاقية في العالم!.

صالح بكاميراته البسيطة وموبايله، إستطاع أن يعري آلة الدعاية الصهيونية أمام الملايين من الناس حول العالم، لدرجة أن الإعلام العبري نفسه قال عليه «خطر» ولا بد من تصفيته، وجيش الإحتلال كان راصد اسمه ضمن القائمة الحمراء للاغتيالات من فترة، لكن المفارقة أن الرصاص الذي يحصد روحه لم يأتي من طلقات العدو! بل تأتي بعد إيقاف الحرب، من بنادق مسلحين خونة من داخل الحي الذي ولد فيه، ونفس الشوارع التي كان يصورها!.

بحسب الروايات، وشهود العيان من القطاع والصحافة، أن ما حدث بالضبط هو أن الشهيد صالح كان في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، بيغطي حجم الدمار الناتج من الحرب بعد إنتهائها وبدء تنفيذ الهدنة، لكن فجأة وبحسب شهادة أهله، تم فقد الإتصال به صباح الأحد واختفى لساعات، قبل ما يظهر فجأة جثمانه وهو مصاب ب 7 طلقات في أماكن متفرقة من جسده.

وبحسب التقارير الصحفية، فمن أودى بحياته كانت مجموعة مسلحة من ضمن الميليشيات المتعاونة مع الإحتلال والتابعة لعشائر معينة كانت تساعد الجيش الإسرائيلي بالمعلومات والسلاح أثناء الحرب على قطاع غزة، والآن يشنوا حرب شعواء على فصائل المقاومة التي تحاول اصطيادهم والقضاء عليهم لتأمين القطاع، هؤلاء الناس دول هم من خطفوه أثناء عمله وعذبوه، وبعدها أطلقوا عليه رصاص الغدر وسرقوا معداته، وتركوه غرقان في دمائه ملقى على قارعة الطريق!.
صالح كانت له جملة مشهورة جدًا دائمًا ما كان يرددها: «لا أخشى الموت، وسأظل شوكة في ظهرهم» وهو يقصد بها الإحتلال الإسرائيلي قطعًا، لكنه لم يكن متوقعًا أبدًا أنه سينجو من الحرب المدمرة على القطاع، ونهايته ستكون على يد الخونة من أبناء جلدته.

لذلك وبعد تأمل؛ ربما الآن - بشكلٍ ما - تكون الرسالة الأخيرة التي خلفها رحيله، هي الرسالة الأهم والأسمى في تاريخه المشرف، رسالة تقول: «إن الخطر الحقيقي لم يكمن في الإحتلال وحده! فهو العدو الأزلي السافر المعلوم للقاصي والداني، والكل يراه ويؤمن بأنه لا عهد له ولا ذمة، بل الخطر الحقيقي للأسف يكمن في المنافقين والخونة من اتباع الصهاينة» من أبناء جلدتك، اسمهم على اسمك ولغتهم ولهجتهم مثلك، ووجوههم وبشرتهم نفس بشرتك، لكن في قلوبهم مرض وغل ونفاق وخسة وخيانة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق