يمثّل حقل الناصرية أحد أبرز الحقول النفطية في جنوب العراق، وتحديدًا في محافظة ذي قار، إذ يحتلّ مكانة إستراتيجية في قطاع الطاقة لدى بغداد بفضل إنتاجه الداعم للصادرات.
وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن أهمية الحقل تتزايد بفضل موقعه الجغرافي واحتياطاته المهمة من النفط الخام، ما يجعله ركيزة مهمة تعزز مساعي العراق لزيادة إنتاجه النفطي وتحقيق التنمية الاقتصادية.
ويشكّل حقل الناصرية، منذ اكتشافه، محورًا لاهتمام السلطات العراقية والشركات الأجنبية، خاصةً في ضوء الإمكانات الكبيرة الكامنة فيه، التي تتطلب استثمارات ضخمة وجهود تطوير مستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، يعدّ "الناصرية النفطي" من الحقول الواعدة، خاصة بعدما تمكنت المشروعات التطويرية من زيادة حجم إنتاجه مؤخرًا، بنحو 30%، ما يشير إلى أنه لم يصل بعد إلى كامل طاقته الإنتاجية، رغم التحسن التدريجي الملحوظ في إنتاجه.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل الناصرية العراقي
تشير أبرز المعلومات عن حقل الناصرية العراقي، أنه اكتُشِفَ في عام 1973 من قبل الشركات الوطنية العاملة داخل العراق، لكنه بدأ الإنتاج التجريبي في يونيو/حزيران من عام 2009، بطاقة 10 آلاف برميل يوميًا.
ومنذ اكتشافه، صُنِّفَ بصفته أحد الحقول العملاقة غير المطورة بالكامل، إذ أظهرت الدراسات الجيولوجية المبكرة أنه يحتوي على كميات ضخمة من النفط الخام.
وعلى الرغم من هذا الاكتشاف المبكر، فإن استغلال حقل الناصرية واجه تحديات مختلفة تتعلق بالبنية التحتية، والأوضاع السياسية، والتمويل، ما أدى إلى تأخير تطويره بشكل فعّال لعدّة عقود.
ولكن، خلال السنوات اللاحقة، عملت شركة نفط ذي قار، التابعة لوزارة النفط العراقية، على إدارة وتشغيل حقل الناصرية في معظم أوقات نشاطه.
وشهد الحقل اهتمامًا من عدد من الشركات الأجنبية أيضًا، أبرزها شركة نيبون أويل اليابانية التي دخلت في مفاوضات بمراحل سابقة ضمن مشروع أكبر يُعرف باسم "المجمع المتكامل".
وتضمَّن هذا المشروع تطوير حقل الناصرية النفطي، وبناء مصفاة، ولكن هذه المشروعات لم يُكتب لها النجاح أو الاكتمال لعوامل عديدة، ولكن ظلت جهود التطوير قائمة، بهدف زيادة حجم إنتاج الحقل، ما يشير إلى أهميته.

في 19 أغسطس/آب 2025، وقّعت وزارة النفط العراقية اتفاقية مبادئ مع شركة شيفرون الأميركية، بشأن الرُّقع الاستكشافية الـ4 في مشروع حقل الناصرية، إضافة إلى تطوير حقل بلد النفطي وحقول نفطية منتجة ومناطق أخرى، بهدف زيادة الإنتاج.
وفي الوقت الحالي، تتولى وزارة النفط والشركات الوطنية إدارة عمليات التطوير والإنتاج، في إطار خطط طموحة لزيادة القدرة الإنتاجية الإجمالية للدولة إلى نحو 8 ملايين برميل بحلول نهاية العقد الجاري.
احتياطيات حقل الناصرية
تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل الناصرية العراقي المؤكدة تزيد على 4.4 مليار برميل من النفط الخام، وهو ما يجعله واحدًا من أهم الحقول غير المستثمرة بالكامل في البلاد.
وفيما يتعلق بالإنتاج، شهدَ الحقل على مدى السنوات الماضية إنتاجًا منخفضًا بلغ نحو 52 ألف برميل يوميًا، قبل أن تنطلق خطط تطوير وزيادة الإنتاج، ليصل -في 3 يونيو/حزيران 2025- إلى 70 ألف برميل يوميًا، بزيادة نحو 30%.
بالإضافة إلى ذلك، يُنتج الحقل النفطي ما يصل إلى 30 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا من الغاز المصاحب، وفق أحدث بيانات الاحتياطيات وإنتاج النفط والغاز في العراق لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتمكنت شركة نفط ذي قار من تحسين تقنيات الاستخراج وتوسيع محطات المعالجة، وإجراء عمليات صيانة الآبار القائمة، مع حفر آبار جديدة، إذ يمثّل هذا الارتفاع في الإنتاج خطوة إيجابية نحو استغلال أفضل للموارد الوطنية وتحقيق أهداف العراق في زيادة صادراته النفطية.
وتُمثّل إيرادات الصادرات النفطية العراقية مصدرًا رئيسًا لميزانية بغداد، التي تستغل هذه الإيرادات في تطوير باقي مرافق الدولة وخدماتها، كما أن تطوير هذا الحقل يسهم بتوفير فرص عمل ودفع عجلة التنمية في محافظة ذي قار.
جهود تطوير حقل الناصرية العراقي
نفّذت وزارة النفط جهود تطوير حقل الناصرية العراقي على مراحل عديدة، وذلك من خلال شركة نفط ذي قار، التي نفّذت بدورها خطة إستراتيجية تهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للحقل لأكثر من 100 ألف برميل يوميًا خلال السنوات المقبلة.
وتشمل هذه الخطة تنفيذ مشروعات لحفر آبار جديدة، وتحديث البنية التحتية، وزيادة القدرة التخزينية، وإنشاء وحدات فصل ومعالجة متطورة، وفق الخطوات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وكانت شركة ذي قار قد أعلنت في مارس/آذار 2025 خطة طارئة لزيادة إنتاج الحقل من النفط الخام إلى 70 ألف برميل يوميًا، بالإضافة إلى 30 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى وزارة النفط إلى جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية ضمن شراكات مدروسة لتحقيق أقصى استفادة من الحقل، الذي يبشّر بإنتاج واحد خلال السنوات المقبلة، سيزيد الإنتاج الإجمالي للدولة ويحقق عوائد.
يشار إلى أن حقل الناصرية يسهم في تعزيز الإيرادات النفطية للعراق، خاصة من خلال دعم الطاقة الإنتاجية اليومية وتلبية الالتزامات التصديرية.
وعلى المستوى المحلي، يمثّل الحقل ركيزة أساسية للتنمية في محافظة ذي قار، إذ يوفر فرص عمل للعاملين في القطاع النفطي والخدمات المساندة.
كما أن تطويره يساعد على تحقيق استقرار اقتصادي نسبي في المنطقة، من خلال ضخّ استثمارات في البنية التحتية وتحسين الخدمات.
وفيما يلي أبرز حقول النفط والغاز في العراق:
المصادر..
0 تعليق