الذهب , في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية والتوترات الجيوسياسية المتزايدة، يعيش سوق المعدن النفيس مرحلة حساسة تُعد من أدق الفترات التي مر بها خلال السنوات الأخيرة، كما يراها الخبير الاقتصادي طارق عيسوي . وأوضح أن الذهب يتأرجح حاليًا بين ضغوط الفائدة المرتفعة وآمال التيسير النقدي، وبين تصاعد التوترات العالمية التي تعزز من مكانته كملاذ آمن.
الفيدرالي الأمريكي يخفف التشديد.. والذهب يستفيد
في تصريحاته لبرنامج “أرقام وأسواق” على قناة أزهري ، أشار عيسوي إلى أن التوجه الجديد للبنوك المركزية الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، نحو الإبطاء في وتيرة رفع أسعار الفائدة، يقدم دعماً استراتيجياً للسوق .
تراجع عوائد السندات الأمريكية، وتوقعات خفض الفائدة خلال العام المقبل، دفعت الكثير من الصناديق الاستثمارية العالمية إلى العودة مجددًا لبناء مراكز شرائية في المعدن الأصفر ، بعد موجة تصحيح سعرية سريعة شهدها السوق.
وأكد عيسوي أن هذه البيئة الاقتصادية الجديدة تمنحه قوة على المدى المتوسط، رغم أي تذبذبات قصيرة الأجل.
المستثمر الفردي يعود إلى الساحة
اللافت في تحليل عيسوي هو عودة المستثمر الفردي إلى المشهد بقوة، حيث بدأ الكثيرون في ضخ أموالهم نحو المعدن الأصفر من خلال أدوات مالية مثل العقود المستقبلية وصناديق المؤشرات (ETFs)، بحثًا عن الأمان وسط تقلبات الأسواق المالية، وتدهور بعض العملات الرئيسية.
وأوضح أن المعدن النفيس بصفته أحد أهم الملاذات الآمنة عالميًا، يستفيد من هذا الاتجاه الاستثماري، الذي لا يعتمد فقط على المؤسسات المالية الكبرى كما كان الوضع سابقًا.
توقعات نهاية العام: الذهب نحو مستويات تاريخية؟
من الناحية الفنية، أشار عيسوي إلى أن المعدن الأصفر يتحرك بالقرب من مستويات مقاومة قوية ، مرجّحًا أن يتمكن من اختراقها صعودًا إذا استمرت الأزمات السياسية العالمية، خصوصًا الحروب التجارية والصراعات الإقليمية.
وفيما يخص المستقبل القريب، شدد على أن بيانات التضخم في كبرى الاقتصادات العالمية، مثل الولايات المتحدة وأوروبا، ستظل العامل الأساسي في تحديد مسار الأسعار.
كما توقّع أنه في حال استقر السعر فوق مستويات الدعم الفنية الحالية، واستمرت البيئة الاقتصادية في الاتجاه نحو خفض الفائدة وتراجع الدولار، فإنه قد يسجل مستويات قياسية جديدة بنهاية عام 2025**.
0 تعليق