احتفالات «سيدي إبراهيم الدسوقي» تحمل الخير للتجار.. «الموالد.. أرزاق» - بلس 48

مديا 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتفالات «سيدي إبراهيم الدسوقي» تحمل الخير للتجار.. «الموالد.. أرزاق» - بلس 48, اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024 08:50 مساءً

يقصده المريدون من أنحاء الجمهورية، بل من العالم العربي والإسلامي وبعض الدول الأوروبية، فصاحبه أحد الأولياء الصالحين وأحد أهم أقطاب الصوفية، وُلد في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ في القرن السابع الهجري، أنشأ مسجداً سُمى باسمه، يُعد الأكبر بالمدينة، إنه العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، الذي يتوافد عليه الآلاف كل عام للاحتفال بذكرى مولده التي توافق شهر أكتوبر من كل عام.

يحرص العديد من مريدي وأتباع الصوفية على زيارة ضريح العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي على مدار أيام العام، ولكن في ذكرى مولده تكون الزيارات على غير المعتاد، حيث يتوافد على المسجد الإبراهيمي آلاف الزائرين، الذين يملأون الساحات حوله ببركة البيع والشراء، إذ يأتيه أيضاً البائعون من مختلف المحافظات لترويج منتجاتهم إلى جانب أبناء المدينة، بما يلبي طلبات آلاف المترددين على الضريح.

94ed57d855.jpg

انتعاش مبيعات الملابس الجاهزة: يا بركة آل البيت

رواج كبير شهدته محلات بيع الملابس الجاهزة المنتشرة في محيط مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث استعد أصحاب المحلات للمولد بنصب خيام واستعراض الملابس داخلها، لتكون أمام زوار المولد القادمين من شتى أنحاء الجمهورية.

طارق الشورى، صاحب الـ40 عاماً، أحد أصحاب محلات بيع الملابس الجاهزة بدسوق، نصب خيمته أمام مسجد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، قبل أيام قليلة من بدء الاحتفالات، مستعرضاً الملابس الشتوية، بالتزامن مع حلول فصل الخريف، باعتبار المولد موسم رزق أساسياً لأصحاب المحلات.

b0d3e3f3fe.jpg

«أنا عندي محل كبير لبيع الملابس الجاهزة بدسوق، وأول مرة أفرش ملابس في مولد سيدي إبراهيم الدسوقي، بس الفكرة جات لي لما لقيت إن هيكون في إقبال كبير على المولد السنادي، لأننا بقالنا كام سنة مفيش احتفالات من وقت كورونا، وقبل المولد ما يبدأ اتفقت مع صاحب مخزن فراشة بنصب خيمة، علشان أعرض فيها شغلي»، كلمات قالها طارق، لـ«الوطن».

إقبال كبير من زوار مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي على شراء الملابس الجاهزة، بحسب «طارق»: «زوار كتير بتيجي تتفرج وتشوف، فيه ناس بتشترى سواء لنفسها أو لأولادها أو هدايا لحبايبهم، وحقيقي المولد بيكون موسم خير، وفي ربح كويس لنا في دسوق».

cbb71bbb72.jpg

تتسابق المحال التجارية ومعارض الملابس والأزياء في تقديم أفضل العروض والموديلات المختلفة، المناسبة لمختلف المراحل السنية خلال احتفالات المولد، كما تُقدم خصومات كبيرة لجذب مزيد من الزوار، وفقاً لـ«طارق»: «لازم قبل ما المولد يبدأ نشتري أحسن بضاعة، ملابس رجالي وحريمي وأطفالي، ومعظم المحلات في دسوق بتعمل تخفيضات وعروض لجذب الزوار».

«يوسف» من المنيا إلى كفر الشيخ: «على الربابة بغنّي»

قبل أيام من بدء احتفالات مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، أعد يوسف شعبان، صاحب الـ18 عاماً، ابن محافظة المنيا، عدّته وجهز بضاعته وجاء إلى المولد، لبيع آلة الربابة، التي تُعد من أقدم الآلات الموسيقية، لزوار المولد.

6cc224e254.jpg

رغم بدء العام الدراسي وانشغال «شعبان» في دراسته بالصف الثالث الثانوي الأزهري، فإنه قرر أن يشارك أهالي دسوق احتفالاتهم بمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، قاطعاً مسافة حوالى 460 كم إلى محافظة كفر الشيخ، رغبةً منه في كسب قوت يومه، ومساعدة نفسه وأسرته على المعيشة.

«بشتغل في بيع الربابة من حوالي 3 سنين، وهي مهنة والدي وجدودي، بلف على الموالد، أول ما مولد السيد البدوي في طنطا خلص، جيت من هناك على دسوق على طول، ومش أول مرة أشارك في احتفالات مولد إبراهيم الدسوقي، جيت السنة اللي فاتت، واهو الواحد بيجيب مصاريف دراسته»، كلمات قالها يوسف شعبان لـ«الوطن».

d36a525c76.jpg

قبل المولد، توجه «شعبان» إلى المنيب بمحافظة الجيزة لجلب بضاعته، حيث تشتهر المنطقة بتجارة آلة الربابة: «رحت اشتريت الربابة من تجار الجملة، لأن بضاعتي خلصت في مولد السيد البدوي، وبشتري الربابة جملة، الكبيرة بـ20 جنيه، وببيعها بـ25 جنيه، والصغيرة بـ15 جنيه وأبيعها بـ20 جنيه، مكسبي في الواحدة 5 جنيه، والحمد لله الشغل ماشي كويس وببيع كميات حلوة، وكمان بعلم الأطفال العزف عليها».

يحرص «شعبان» على تقسيم وقته بين المذاكرة وبيع الربابة خلال أيام المولد: «بشتغل حوالى 12 ساعة في اليوم، وبيكون معايا كتبي وبقعد أذاكر شوية، وأول ما المولد يخلص هسافر المنيا علشان أشوف مصالحي، وأنا متعود ألف كل الموالد، علشان أساعد نفسي وأسرتي، وفخور بنفسي، وناوي أكمل وأدخل الجامعة لو ربنا أراد».

e8cf505163.jpg

فسيخ ورنجة «هدية» للزوار: السُمعة سابقة

رائحة الفسيخ والأسماك المملحة تجذب رواد المولد، فتنتشر المحلات على أطرافه، ويأتيها الناس من كل جهة، حتى يتوسّطوا الميدان الإبراهيمي بدسوق، إذ يعتبر شراء الفسيخ من العادات الموروثة لمريدي المولد، ليُقدّموه كهدايا إلى ذويهم عند العودة إلى محافظاتهم أو قراهم.

استعد محمد السيسي، 66 سنة، أحد تجار الفسيخ بدسوق، مبكراً لمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، من خلال تمليح كميات كبيرة من الأسماك، لتكفي زوار المولد، وتغمره السعادة وهو يحكي عن تلك الاستعدادات: «بننتظر المولد من السنة للسنة، لأنه موسم خير وكله رزق، زيه زى الأعياد في البيع والشراء، لأنه بيكون فيه زوار كتير من شتى أنحاء الجمهورية، وكل زائر بيكون حابب يشتري فسيخ يهادي بيه حبايبه».

a6fb40a224.jpg

قبل أيام من بدء الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، حرص «السيسي» على جلب كميات كبيرة من الأسماك وتمليحها لتُصبح فسيخاً بجانب السردين والرنجة: «بنستعد قبل المولد بفترة، لأنه بيكون موسم تقيل ومحتاج استعدادات وتركيز علشان كل حاجة تطلع حلوة، والناس تبقى مبسوطة، يعني بنوفر سمكة بوري بجودة عالية، وبيتم التمليح بمواصفات فنية معينة علشان نرضي الزبون، وأهم حاجة في التصنيع النظافة».

تشتهر مدينة دسوق بصناعة الفسيخ منذ عشرات السنين، وبها محلات تخطى عمرها الـ100 عام، حسب «السيسي»: «زوار المدينة مع افتتاحية مولد إبراهيم الدسوقي بيحرصوا على شراء الفسيخ، لأن دسوق سمعتها حلوة في صناعة الفسيخ».

c2745cbed7.jpg

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق