دشّن العراق مشروع الأنبوب البحري الثالث لتصدير النفط الخام من المواني الجنوبية، في خطوة تُعَد من أبرز المشروعات الإستراتيجية ضمن منظومة التصدير الوطنية.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يهدف المشروع إلى تعزيز مرونة تدفق النفط الخام وزيادة القدرات التصديرية، بما يدعم مكانة البلاد في الأسواق العالمية.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط المهندس حيان عبدالغني، إن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة تصدير النفط من المواني الجنوبية للعراق، موضحًا أن التنفيذ جاء عبر شركة نفط البصرة.
وأشار الوزير إلى أن الطاقة التصميمية للمشروع تبلغ 2.4 مليون برميل يوميًا، كما تصل طاقته التشغيلية إلى نحو 2 مليون برميل يوميًا؛ ما يمنح العراق مرونة أكبر في إدارة عمليات التصدير وتحقيق الاستدامة في تدفق الخام نحو الأسواق الدولية.
تفاصيل المشروع البحري الثالث
يُعَد الأنبوب البحري الثالث جزءًا من رؤية وزارة النفط لبناء منظومة تصدير متكاملة وآمنة، تسهم في تعزيز العوائد الوطنية وتحسين كفاءة البنية التحتية النفطية في الجنوب، مع السعي لمواصلة التعاون مع الشركات العالمية الداعمة للمشروعات الكبرى.
ويتضمن المشروع أنبوبًا بحريًا بقطر 48 عقدة وبطول إجمالي يبلغ نحو 70 كيلومترًا، منها 61 كيلومترًا داخل البحر و9 كيلومترات على اليابسة، ويشمل أيضًا منصتين بحريتين (VS-1 وVS-2) قرب ميناءي البصرة النفطي وخور العمية، إلى جانب عوامة تصدير بحرية.
كما يضم المشروع "قابلو" بحريًا مزدوجًا للكهرباء والاتصالات بطول 60 كيلومترًا، فضلًا عن منظومات متكاملة للسيطرة والكهرباء والاتصالات والحماية الكاثودية؛ ما يجعله من أكثر مشروعات النقل البحري تجهيزًا وتطورًا ضمن البنية التحتية الوطنية.
وقال الوزير حيان عبدالغني إن الأنبوب الجديد يضيف طاقة تصديرية إضافية تبلغ 2 مليون برميل يوميًا؛ ما يعزز موقع العراق بوصفه مصدرًا رئيسًا للخام، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبحسب الوزير، فإن خط الأنابيب يوفر بدائل متعددة لتصدير النفط من خلال 3 منافذ، وهي:
- ميناء البصرة النفطي.
- ميناء خور العمية.
- المنصة العائمة (SPM-4).

ويأتي المشروع ضمن الجهود المستمرة لتطوير قدرات التصدير الوطنية، وتقليل الاختناقات في منظومة النقل، وضمان استمرارية التدفقات النفطية عبر المنافذ البحرية؛ بما يعزز مرونة الاقتصاد العراقي في مواجهة تقلبات السوق العالمية.
ويجسد المشروع رؤية وزارة النفط في بناء منظومة متكاملة لتأمين الطاقة التصديرية وتعزيز مكانة العراق في السوق النفطية العالمية، ولا سيما مع جهود الكوادر الوطنية وشركاء التنفيذ الدوليين في تحقيق هذا المشروع.
أنبوب نقل النفط في العراق
وُقع عقد استكمال تنفيذ المشروع بتاريخ 13 أبريل/نيسان 2025 بين شركة نفط البصرة وائتلاف شركتي "ميكوبري" وإستا"، على أن يستمر العمل لمدة 757 يومًا، مع تحديد نهاية عام 2027 موعدًا متوقعًا لإنجاز المشروع بالكامل.
وأكد وزير النفط العراقي، خلال حفل التدشين في محافظة البصرة، أن المشروع يبرز نموذج التعاون بين المؤسسات الوطنية والشركات العالمية، مشيرًا إلى أن الشراكات التقنية تسهم في نقل الخبرات وتعزيز معايير الجودة في تنفيذ المشروعات الكبرى.
وشدد على أن نجاح هذا المشروع يعكس التزام الحكومة بتطوير البنية التحتية للطاقة، وحرصها على الاستثمار الأمثل في الموارد النفطية بما يضمن استدامة الإيرادات وتحقيق التنمية الاقتصادية للعراق على المدى الطويل.

وحضر حفل التدشين عدد من كبار المسؤولين، بينهم وكيل الوزارة لشؤون الاستخراج باسم محمد خضير، ومدير عام شركة نفط البصرة باسم عبدالكريم، إلى جانب ممثلي الشركات المنفذة والداعمة للمشروع.
ويؤكد مشروع الأنبوب البحري الثالث التزام العراق بتوسيع منافذ تصديره وتعزيز قدراته الإنتاجية؛ ما يرسخ مكانته بصفته لاعبًا فاعلًا في سوق الطاقة العالمية ويؤهل قطاعه النفطي لتحقيق مزيد من النمو خلال السنوات المقبلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..
0 تعليق