تفوقت صادرات النفط السعودي إلى آسيا على نظيرتها الروسية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وفق أحدث البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسجلت صادرات المملكة إلى القارة خلال الشهر الماضي زيادة بمعدل 550 ألف برميل يوميًا.
وتأتي زيادة صادرات النفط السعودي إلى آسيا بالتزامن مع رفع شركة أرامكو أسعار البيع لعملائها بالقارة، ورغم ذلك كانت خامات المملكة مفضّلة للمشترين، نظرًا لانخفاض تكلفة الشحن مقارنة بالواردات من روسيا التي تسلك طرقًا أطول لتجنُّب العقوبات.
وتعتزم أرامكو خفض سعر خاماتها -إلى عملاءها في آسيا، خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري- بمقدار 50 سنتًا، ليسجل 1.70 دولارًا فوق مؤشر عمان/دبي القياسي.
وتراجعت واردات آسيا النفطية الإجمالية خلال الـ11 شهرًا الأولى من العام، ما يضع مصدّري الشرق الأوسط تحت ضغط وتحدٍّ لضمان تنافسية خاماتهم.
صادرات النفط السعودي إلى آسيا في نوفمبر
بلغت صادرات النفط السعودي إلى آسيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 5.83 مليون برميل يوميًا.
وتُشير هذه الأرقام إلى زيادة تصل إلى 550 ألف برميل يوميًا، مقارنة بصادرات شهر أكتوبر/تشرين الأول السابق له، التي سجلت 5.28 مليون برميل يوميًا.
واللافت للنظر أن هذه الزيادة قوبلت بتراجع لواردات القارة من النفط الروسي، ما يشير إلى تقلبات في الحصص السوقية لصالح السعودية.
وصدّرت روسيا إلى آسيا ما مقداره 3.51 مليون برميل يوميًا خلال الشهر محل الرصد، بانخفاض قدره 450 ألف برميل، من 3.96 مليون برميل يوميًا في الشهر السابق له.
وبذلك، هبطت صادرات النفط الروسي إلى القارة -الشهر الماضي- لأدنى مستوياتها منذ مطلع العام الجاري، وفق تقديرات نقلتها رويترز عن بورصة لندن.
أسعار أرامكو
جاء ارتفاع صادرات النفط السعودي إلى آسيا الشهر الماضي رغم زيادة أسعار أرامكو، إذ سبق أن قررت الشركة رفع سعر بيع خامها العربي الخفيف إلى عملائها في القارة.
وبلغت الزيادة السعرية 90 سنتًا للبرميل، ليصل سعر برميل النفط السعودي تحميل نوفمبر/تشرين الثاني إلى 2.2 دولارًا فوق متوسط أسعار خام عمان/دبي القياسي.
وكانت العلاوة قد هبطت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى أدنى مستوياتها خلال 3 سنوات، في ظل تعافي هوامش التكرير بالقارة.
وكانت إيرادات السعودية النفطية قد شهدت تطورات خلال المدة من عام 2010 حتى العام الجاري، إذ بلغت على مدار السنوات الـ15 ما يصل إلى 10.56 تريليون ريال (2.81 تريليون دولار).
(الريال السعودي = 0.27 دولارًا أميركيًا)
واقتنصت العائدات النفطية ما يقارب ثلاثة أرباع الميزانية خلال هذه المدة (73.3%)، وفق بيانات موازنة المملكة للعام المقبل 2025.
وشهد عام 2012 ذروة العائدات النفطية للمملكة بمعدل 1.145 تريليون ريال، طبقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وعزّز اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022 من ارتفاع أسعار النفط، ما رفع العائدات إلى أعلى مستوى خلال 8 سنوات، لتسجل 857 مليار ريال.
ويُشير الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إلى تطور إيرادات السعودية من النفط، خلال 15 عامًا:
واردات آسيا النفطية
تعدّ أسعار الخامات الروسية أكثر ارتفاعًا بالنسبة للعملاء في آسيا، إذ تخوض الناقلات رحلات شحن أطول من بحر البلطيق حتى تصل مواقع تفريغها في القارة.
وقد تشهد أسعار النفط الروسي ارتفاعًا إضافيًا في ظل زيادة العقوبات البريطانية، لتشمل -حتى الآن ما يقرب من 73 ناقلة من "ناقلات الظل".
وتزوّد خامات موسكو الصين والهند بصورة رئيسة منذ عام 2022، إذ حرصت الدولتان الآسيويتان على زيادة وارداتهما للاستفادة من الأسعار المخفضة التي أقرّتها روسيا.
ويبدو أن ثمة تغييرات في خريطة البيع والشراء الآسيوي، إذ تُشير البيانات لدى منصة الطاقة إلى استيراد دول القارة 26.52 مليون برميل على مدار الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، بانخفاض 370 ألف برميل يوميًا خلال المدة ذاتها من العام الماضي.
وتراجعت واردات الصين من النفط الروسي إلى 2.04 مليون برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، مقابل زيادة في واردات النفط السعودي إلى 1.68 مليون برميل.
وانخفضت واردات الهند من خامات موسكو إلى 1.47 مليون برميل يوميًا، مقابل واردات من السعودية بلغت 770 ألف برميل يوميًا.
ووسّع مشترون في آسيا دائرة مورّديهم، لتشمل مُصدّرين آخرين من الشرق الأوسط، وزادت واردات الصين من النفط العراقي إلى 1.53 مليون برميل يوميًا، والعماني إلى 770 ألف برميل يوميًا.
أمّا الهند، فارتفعت وارداتها من الإمارات إلى 510 آلاف برميل يوميًا في نوفمبر/تشرين الثاني، مقارنة بنحو 360 ألف برميل يوميًا في الشهر السابق له.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- زيادة صادرات النفط السعودي إلى آسيا في نوفمبر/تشرين الثاني، وتراجع الشحنات الروسية، من رويترز.
0 تعليق