من دبي إلى بنغالور.. “جيتكس” يتوسع إلى الهند لإطلاق أكبر منصة للذكاء الاصطناعي في آسيا - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تُعدّ الهند اليوم واحدة من أكبر القوى الاقتصادية والتقنية وأكثرها تأثيرًا في العالم، فمن المتوقع أن يلامس قطاعها التكنولوجي حاجز الـ 350 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026. وفي خطوة إستراتيجية تُرسخ هذا النمو وتدفعه نحو آفاق غير محدودة، أُعلن تحالف تاريخي بين الهند وجيتكس جلوبال، أكبر معرض للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العالم.

وقد جاء هذا الإعلان الهام خلال فعاليات (جيتكس جلوبال 2025) المقام حاليًا في مركز دبي التجاري العالمي، إذ دأبت الجالية الهندية على تشكيل أحد أكبر الوفود المشاركة، تأكيدًا لعمق الروابط بين التكنولوجيا الهندية ومنظومة جيتكس.

وبموجب الشراكة، ستُنظم النسخة الافتتاحية (جيتكس أي آي الهند) GITEX Ai India، في أبريل 2027 في مدينة بنغالور في ولاية كارناتاكا، ليمثل منصة عالمية مُحفِّزة تضع الهند في قلب الموجة التالية من التحول الاقتصادي والتقني العالمي.

المحرك التقني.. بنغالور بوابة اقتصاد الهند الصاعد:

يأتي اختيار مدينة بنغالور في ولاية كارناتاك، لاستضافة النسخة الافتتاحية في محله، نظرًا إلى مكانتها كـ “القوة التقنية التي لا يُنازعها أحد” في الهند. وتُعدّ كارناتاكا مسؤولة عن 42% من صادرات البرمجيات في البلاد، وتضم أكبر عدد من شركات اليونيكورن الهندية، مما يجعلها المركز الطبيعي لاستضافة فعالية عالمية بحجم جيتكس.

وتستند هذه القفزة إلى أجندة وطنية طموحة، تشمل:

  • الهدف الاقتصادي العالمي: ارتقت الهند إلى رابع أكبر اقتصاد في العالم وفقًا لتقرير آفاق الاقتصاد العالمي 2025 الصادر عن صندوق النقد الدولي.
  • أهداف الذكاء الاصطناعي: حددت الهند هدفًا طموحًا لدفع قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، وتصنيع الإلكترونيات لتتجاوز قيمتها 500 مليار دولار أمريكي بحلول 2030.
  • الرؤية الوطنية: تدعم هذه المساعي برامج وطنية كـ (فيكست بهارات 2047)، التي تهدف إلى بناء اقتصاد بقيمة تبلغ 40 تريليون دولار بحلول 2047، مع وضع التكنولوجيا كأحد الأعمدة الرئيسية.

وقالت الدكتورة مانجولا إن (IAS)، الأمينة العامة لدائرة الإلكترونيات وتقنية المعلومات في حكومة كارناتاكا: “إن استضافة جيتكس هنا هي فرصة لربط ابتكارنا بالعالم وجذب شراكات تصوغ الحقبة المقبلة من الهند الرقمية”.

وأكدت تريكسي لو مِرماند، النائبة التنفيذية للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي والرئيسة التنفيذية لكاون إنترناشيونال المنظّم العالمي لجيتكس، قوة الشراكة الجديدة، قائلة: “يقف جيتكس والهند متحدَين في الرؤية والابتكار والطموح اللامحدود. معًا، يجسّد جيتكس أي آي الهند روح وحجم وتطلّعات عصر رقمي جديد، بتأثيرات ونتائج مضاعفة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر هذه الشراكة الإستراتيجية. طالما تخيّل القطاع هذا التحالف القوي بين الهند وجيتكس، ويسعدني القول إن هذه الشراكة أصبحت واقعًا ملموسًا اليوم. سيُعيد جيتكس أي آي الهند رسم مسار التكنولوجيا العالمي”.

الشراكة الإستراتيجية ودورها في إعادة رسم مسار التكنولوجيا:

يُعدّ دخول جيتكس إلى الهند بمنزلة تحالف بين كيانين متفقي الرؤى، وقد أكد مركز دبي التجاري العالمي، المنظّم العالمي لجيتكس، في بيان صحفي تلقت البوابة التقنية نسخة منه، أن الشراكة تجسد روح وحجم وتطلّعات عصر رقمي جديد.

ويهدف (جيتكس أي آي الهند 2027) إلى تحقيق ما يلي:

  • تسريع تدفّق رؤوس الأموال عبر الحدود: استغلال شبكة جيتكس العالمية (التي تمتد الآن عبر 14 مدينة ودولة) لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في الهند.
  • تعزيز التبادل التجاري والمعرفي: ربط مجتمعات التقنية الهندية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والتصنيع المتقدم، والتكنولوجيا المالية بالأسواق والخبرات العالمية.
  • دعم الأهداف الوطنية: ليكون منصة عالمية مُحفِّزة للقطاعات التي تدعم مهمة (إنديا أي آي) لتسريع نماذج الذكاء الاصطناعي السيادية في الحوكمة والرعاية الصحية والزراعة.

تعميق الروابط الاقتصادية والاستثمارية بين الهند والإمارات:

يأتي إطلاق (جيتكس أي آي الهند) ليعزز الروابط الاقتصادية المتينة بين الهند والإمارات، وقد شهد النصف الأول من عام 2025 قفزة في التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بنسبة تبلغ 34% على أساس سنوي، ليقترب من 38 مليار دولار، وهو نمو مدعوم باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA).

وتتجاوز هذه الشراكة إطار التجارة لتشمل مجالات متقدمة مثل: الذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية والطاقة الخضراء. وفي هذا السياق، تؤكد الإمارات مكانتها كشريك موثوق وبوابة للأسواق الدولية أمام الأعمال والابتكارات الهندية، مما يضمن أن (جيتكس أي آي الهند) سيكون محفزًا قويًا لإدماج المشروعات الصغيرة والمتوسطة الهندية في سلاسل القيمة العالمية.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

أخبار ذات صلة

0 تعليق