وبلغ سعر الذهب في مستهل التداولات الآسيوية 4001.11 دولار للأونصة، مسجلاً ارتفاعًا يزيد عن 50% منذ بداية العام. ويأتي هذا الصعود على خلفية الإغلاق الحكومي الأميركي، والأزمات السياسية في فرنسا، إلى جانب التوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم.

وقال ستيفن إينيس، المحلل في "إس بي آي"، إن الذهب ارتفع أكثر من 40% في 2025، متجهًا نحو عام ثالث على التوالي من المكاسب الكبيرة، فيما أشار ريتشارد فلاكس، كبير مسؤولي الاستثمار في "مانيفارم"، إلى أن الطلب على المعدن المدعوم من صناديق المؤشرات والبنوك المركزية ساهم في تعزيز الارتفاع.

ويُنظر إلى الذهب عادة كاستثمار آمن يحافظ على القيمة وسط التقلبات الاقتصادية، ويزداد الطلب عليه عند توقع انخفاض أسعار الفائدة أو ارتفاع المخاطر المالية. ويُعد الإغلاق الحكومي الأميركي المستمر منذ سبعة أيام وتباطؤ الاقتصاد، إضافة إلى الضغوط على الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، عوامل إضافية دفعت المستثمرين للتوجه نحو الذهب.

من جانبه، قال وليد فقهاء، مدير الاستثمار في شركة الأهلي للوساطة المالية، إن الذهب ارتفع منذ بداية العام نحو 50% مدفوعًا بتعريفات جمركية أميركية، والتوترات الجيوسياسية، والشكوك حول استقلالية البنك المركزي الأميركي، فضلاً عن عمليات شراء كبيرة من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.

وعلى صعيد العملات، ارتفع الذهب أمام الدولار الأميركي 10.7% شهريًا و53.5% سنويًا، كما سجل ارتفاعات مماثلة أمام اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الكندي والأسترالي والنيوزيلندي.

ويتوقع محللون استمرار الزخم في السوق، مع احتمالية وصول الذهب إلى مستويات أعلى خلال العام، حيث رفعت مؤسسات مثل جولدمان ساكس توقعاتها لسعر الذهب إلى 4900 دولار للأوقية بحلول ديسمبر 2026، مع الإشارة إلى أن البنوك المركزية ستواصل الشراء لدعم الأسعار.

وحذر الخبراء المستثمرين الأفراد من دخول السوق عند مستويات قياسية، مشيرين إلى احتمال عمليات جني أرباح قصيرة الأجل، بينما نصحوا بالاحتفاظ بالمعدن الصلب، وتوزيع الاستثمارات بين الذهب والفضة لمواجهة تقلبات السوق.

كما ارتفعت المعادن النفيسة الأخرى، حيث سجلت الفضة 48.57 دولار للأوقية، والبلاتين 1644.40 دولار، والبلاديوم 1378.86 دولار للأوقية.