أعلنت الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف” عن تسجيل لفائض مالي هو الأول منذ سنوات، مؤكدة بذلك نجاح خطتها الإصلاحية التي بدأت منذ عام 2021، بعد سنوات من العجز والأزمات الإدارية والقانونية.

واستعرض “الكاف”، خلال أشغال الجمع العام العادي السابع والأربعين المنعقد اليوم الاثنين في العاصمة الكونغولية كينشاسا، أبرز المؤشرات المالية والرياضية التي شهدها موسم 2023-2024.

وأعلن الجهاز الوصي على لعبة كرة القدم على مستوى القارة الإفريقية، في بلاغ رسمي، أنه سجل فائضًا ماليًا صافيا قدره 9,48 مليون دولار أمريكي خلال الموسم المالي 2023-2024، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة.

ويُعزى هذا التحول الإيجابي إلى ارتفاع كبير في العائدات التجارية، وزيادة الاهتمام العالمي بكرة القدم الإفريقية، بالإضافة إلى استقطاب رعاة جدد، وتطبيق آليات مراقبة مالية صارمة بإشراف مباشر من رئيس “الكاف”.

قبل أربع سنوات فقط، كان “الكاف” يواجه وضعًا ماليًا صعبًا، إذ عانى من عجز مالي كبير ونزاعات قانونية وأداء تشغيلي هش؛ لكن مع تولي موتسيبي قيادة هذا الجهاز أطلق خطة استراتيجية لإعادة الهيكلة تهدف إلى جعله منظمة مالية مستدامة وكروية تنافس عالميًا، وفق تعبير البلاغ.

ولم يقتصر تحسّن الوضع المالي على الأرقام فقط؛ بل صاحبته زيادة غير مسبوقة في حجم الاستثمارات في مختلف جوانب كرة القدم الإفريقية. فخلال الجمع العام، تم تسليط الضوء على المجالات التي شهدت تدفقات مالية كبيرة شملت رفع الجوائز المالية في المسابقات القارية دعم الاتحادات الوطنية والاتحادات الجهوية وتمويل برامج تنموية لكرة القدم وتنظيم المسابقات القارية.

وقد بلغت إيرادات هذا الجهاز الوصي على الكرة الإفريقية 166,42 مليون دولار أمريكي، بينما تم تخصيص الإنفاق كما يلي:

الجوائز المالية: 81 مليون دولار

تنظيم البطولات: 19 مليون دولار

برامج تطوير كرة القدم: 35 مليون دولار

الحوكمة والإدارة: 21 مليون دولار.

الطفرة التجارية والشراكات العالمية واحدة من أبرز النجاحات التي حققها “الكاف” في ظل الإدارة الحالية، حيث ارتفع عدد الرعاة الرسميين إلى 16 شريكا رسميا في موسم 2024-2025، بفضل الجاذبية المتزايدة التي أصبحت تتمتع بها الكرة الإفريقية على المستوى العالمي.

كما جاءت التحولات المالية مصحوبة بزيادات ملحوظة في جوائز العديد من البطولات:

ـ دوري أبطال إفريقيا: جائزة البطل ارتفعت بنسبة 60 في المائة لتصل إلى 4 ملايين دولار القيمة الإجمالية للجوائز بلغت 17.6 ملايين دولار (زائد 41 في المائة).

ـ دعم الأندية في الأدوار التمهيدية (2025–2026): كل نادٍ مشارك في الأدوار التمهيدية سيحصل على 100 ألف دولار.

ـ دوري أبطال إفريقيا للسيدات: الجائزة الأولى ارتفعت إلى 600 ألف دولار (زائد 52 في المائة) مع زيادات إضافية في مكافآت مرحلة المجموعات.

ـ بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (CHAN 2024): مجموع الجوائز وصل إلى 10.5 ملايين دولار (زائد 32 في المائة). البطل نال 3.5 ملايين دولار (زائد 75 في المائة).

ـ كأس السوبر الإفريقي: جائزة البطل بلغت 500 ألف دولار (زائد 150 في المائة).

ـ كأس أمم إفريقيا للسيدات: البطل (نيجيريا) حصل على مليون دولار (ضعف النسخة السابقة). المجموع الإجمالي للجوائز بلغ 3.475 ملايين دولار (زائد 45 في المائة).

ـ كأس أمم إفريقيا 2023 (كوت ديفوار): جائزة البطل وصلت إلى 7 ملايين دولار (زائد 40 في المائة). المجموع العام للجوائز: 32 مليون دولار.

عودة “الكاف” إلى الربحية إلى جانب هذا الحجم من الاستثمارات يعكسان تحوّلًا جذريًا في طريقة إدارة كرة القدم على المستوى القاري. ومع توسيع قاعدة الرعاة، وزيادة تمويل الأندية والاتحادات، وتحسين الحوكمة، يبدو أن القارة الإفريقية تدخل مرحلة جديدة من الاحتراف والتنافسية العالمية، برؤية يقودها باتريس موتسيبي، ونائبه فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.