يستعد أكثر من مليون شخص من سكان ميونخ الألمانية للتصويت، يوم الأحد المقبل، على استضافة الألعاب الأولمبية في مدينتهم للمرة الثانية.
وتبقى مؤشرات نتائج هذا الاستفتاء غير واضحة، حيث يرى المؤيدون أن استضافة الأولمبياد سيعزز التنمية والصورة الإيجابية؛ بينما ينتقد المعارضون بشكل رئيسي عامل التكلفة الباهظة لاحتضان أهم حدث رياضي في العالم.
ويهدف الاستفتاء إلى معرفة ما إذا كان هناك قبول عام لاستضافة العرس الأولمبي مجددا.
وتبقى ميونخ ضمن أربع مدن ألمانية مرشحة، وتتنافس مع برلين وهامبورج ومنطقة الراين/الرور على إقامة الأولمبياد في ألمانيا، ومن المتوقع صدور القرار خلال حوالي 12 شهرا؛ ولكن لم تحسم ألمانيا بعد بشأن خططها لاستضافة أي دورة 2036 أم 2040 أم 2044.
مدينة محبوبة
يؤيد ماركوس سودر، رئيس وزراء بافاريا، أن عاصمة الإقليم هي الأنسب لاستضافة هذا الحدث.
وقال سودر، عبر صحيفة “بيلد أم سونتاج”، إن “ميونخ مدينة معروفة ومحبوبة عالميا. لذا، لدينا أفضل فرصة لتمثيل ألمانيا في هذه الاستضافة”.
وأضاف: “إذا لم ينجح الحدث هنا، ربما لن ينجح في أية مدينة أخرى”.
ملاعب جاهزة
تؤكد حملة ميونخ أن جميع ملاعب المدينة جاهزة، ولا تحتاج إلى ترميم؛ بما في ذلك الملعب الأولمبي الشهير الذي استضاف أولمبياد 1972، وحقق نجاحا باهرا، رغم الضجة التي أحدثها الهجوم الفلسطيني على فريق إسرائيل.
ويرى مؤيدو ميونخ أن تجديد الملاعب لن يكون ممكنا إلا إذا فازت المدينة باستضافة الأولمبياد.
إيجابيات وسلبيات
أشار ديتر رايتر، عمدة ميونخ، إلى أن استضافة الأولمبياد ستؤدي إلى تحسن مستوى وسائل النقل والإسكان؛ لكن المنتقدين يسلطون الضوء على التكلفة الباهظة وصرف مليارات حال فازت ميونخ باستضافة الأولمبياد.
وقال لودفيج هارتمان من الحزب الأخضر: “لن أنتظر حتى عام 2044 لإيجاد حل؛ بل يجب البحث عن حل فوري”.
وأضاف: “الأولمبياد تكلفتها باهظة، سواء على مستوى التشغيل أو البنية التحتية؛ وهو ما يثير الجدل بشأن عامل الاستدامة، لأن مشاريع البنية التحتية ستفيد المدينة بعد انتهاء الأولمبياد”.
تكاليف متصاعدة
من المستحيل تقدير التكلفة، خاصةً مع الانتظار فترة طويلة لعامي 2040 أو 2044؛ غير أن دراسة أجرتها جامعة أكسفورد أشارت إلى أن تكلفة الأولمبياد تكون أعلى كثيرا من الخطط المبدئية.
وأضافت الدراسة أن أولمبياد باريس 2024، التي يقال إنها نموذج ناجح، تضاعفت تكلفتها عن الخطط المبدئية.
ويرد المؤيدون على ذلك بأن الطفرة الاقتصادية المحتملة الناتجة عن استضافة الأولمبياد ستبرر هذه النفقات؛ لكن عدد من معاهد الأبحاث الاقتصادية رجحت في استطلاع أجرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن ميونخ لن تربح من استضافة الأولمبياد.
وقالت دراسة أجرتها جامعة ميونخ الفنية: “القيمة الاقتصادية المضافة الإجمالية، من الوارد أن تكون سلبية أو إيجابية”.
وكانت التكلفة المالية الباهظة أحد الأسباب التي أوقفت مساعي ميونخ لاستضافة الأولمبياد الشتوي في 2022، واستضافة هامبورج لأولمبياد 2024 بسبب الاستفتاءات.
0 تعليق