ولد الرشيد ينسف بحنيف مزاعم الجزائر - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وجّه رئيس مجلس المستشارين، محمد ولد الرشيد، ردا قويا على مزاعم ممثل الجزائر خلال أشغال الجمعية 151 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بجنيف، مؤكدا أن “أشد أنواع الانتهاكات الإنسانية هي تلك التي تُمارس باسم الإنسانية ذاتها على ساكنة المخيمات بتندوف”.

وفي رده على الادعاءات الجزائرية التي حاولت تسييس النقاش حول موضوع “الالتزام بالمعايير الإنسانية ودعم العمل الإنساني في أوقات الأزمات”، قال ولد الرشيد إن “ما يبعث على الأسف هو أن يتحول هذا الفضاء الإنساني الرفيع أحيانًا إلى منبر لترويج مغالطات تتستر بشعارات التضامن ومساعدة اللاجئين، في محاولة لتجميل واقع مأساوي مزمن تتعرض له الساكنة المحتجزة بمخيمات تندوف”.

وأوضح رئيس مجلس المستشارين، في كلمته أمام المشاركين في الاجتماع، أن “أشد أنواع الانتهاكات الإنسانية هي تلك التي تُمارس باسم الإنسانية على ساكنة المخيمات بتندوف، حين يُحرمون من أبسط حقوقهم، حيث تُدار حياتهم خارج كل إطار قانوني وإنساني منذ أكثر من خمسة عقود، وتُمنع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من إجراء الإحصاء، ويُجند الأطفال قسرا، ويُتاجر بالمساعدات الإنسانية، في انتهاك صارخ للمعايير الإنسانية ولأحكام القانون الدولي”.

وفي المقابل أبرز المتحدث ذاته أن “المملكة المغربية تقدم نموذجا ملهِما لصون الكرامة الإنسانية والعيش الكريم، حيث يتمتع أبناء الصحراء المغربية بكامل حقوقهم السياسية والمدنية، ويختارون ممثليهم في المؤسسات المنتخبة، ويساهمون بحرية في تدبير شؤونهم الوطنية والمحلية، ضمن تجربة ديمقراطية راسخة ونهضة تنموية شاملة يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله”.

وأضاف المسؤول نفسه أن “الصحراء المغربية أصبحت اليوم فضاءً للحرية والمشاركة والتنمية الحقيقية، ومجالًا يجسد على أرض الواقع جوهر مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها الحل السياسي الواقعي والعادل وذا المصداقية، الذي يحظى بتأييد متزايد من المجتمع الدولي لما يمثله من تكريس للوحدة الوطنية وضمان للتنمية والكرامة لجميع أبناء الصحراء المغربية”.

كما أشار ولد الرشيد إلى أن “موضوع هذه الدورة، بما يحمله من أبعاد إنسانية نبيلة، يستحق أن يُتناول بما يليق به من جدية ومسؤولية، فهو يتعلق بالضمير الإنساني المشترك وبقدرتنا، كبرلمانات تمثل الشعوب، على حماية القيم التي تصون الكرامة الإنسانية في أوقات الأزمات”.

وفي سياق استعراضه جهود المملكة في ترسيخ القيم الإنسانية ذكّر رئيس مجلس المستشارين بأن “الموقف المغربي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، يجسّد التزاما ثابتا بقيم التضامن والسلام، من خلال الدعوة إلى الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في غزة، ورفض كل أشكال التهجير القسري والعقاب الجماعي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

كما أكد المتحدث أن المملكة المغربية بادرت، بتعليمات من الملك، إلى إرسال مساعدات غذائية وطبية عاجلة إلى الشعب الفلسطيني في غزة، تعبيرا عن تضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق، لافتا إلى أن المملكة رحبت بإعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، ودعت إلى التنفيذ الكامل لبنوده بما يفتح آفاق سلام عادل ودائم في المنطقة، وزاد أن “المملكة المغربية جعلت من الدبلوماسية الإنسانية نهجا ثابتا في سياستها الخارجية، قوامه التضامن الفعلي والعمل الميداني، لا الاكتفاء بالشعارات، وهو ما تجسد من خلال المبادرات الإنسانية التي أطلقتها داخل القارة الإفريقية وخارجها، خاصة خلال جائحة كوفيد-19 بإرسال مساعدات طبية ومستشفيات متنقلة، وكذا إطلاق المركز الإفريقي للابتكار في الصناعات الدوائية واللقاحات بالمغرب”.

كما أبرز ولد الرشيد أن “المغرب يواصل التزامه الراسخ بالسلم والأمن الدوليين من خلال إحداث المركز المغربي متعدد التخصصات لحفظ السلام سنة 2022، ومشاركته الفاعلة في العمليات الأممية عبر العالم، حيث ساهم أكثر من 74 ألف عنصر مغربي في مهام إنسانية وطبية بمختلف مناطق النزاع”.

واختتم رئيس مجلس المستشارين كلمته بالتأكيد على أن “الأنظار اليوم متجهة إلى هذه المحطة البرلمانية الدولية، بما تحمله من آمال في أن تفضي مداولاتها إلى نتائج عملية تعلي من شأن المعايير الإنسانية الدولية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق