شهدت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، مؤخرا مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية، تقدم بها الباحث يونس بوديس تحت إشراف الدكتور محمد الزهراوي، بعنوان: “السياسة الخارجية المغربية في عهد الملك محمد السادس: قراءة في تدبير ملفات الصحراء والخليج وإفريقيا”.

تألفت اللجنة العلمية المشرفة على المناقشة من الأساتذة الجامعيين: الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية – القاضي عياض بقلعة السراغنة، رئيسا، والدكتور أحمد بوجداد مقررا وعضوا، والدكتور عادل فراج مقررا وعضوا، والدكتور عبد الفتاح البلعمشي مقررا وعضوا، والدكتور كمال الهشومي عضوا، والدكتور عبد الغني عماري عضوا.

ارتكزت الأطروحة على معالجة الملفات الثلاثة: ملف الصحراء المغربية، والعلاقات المغربية الخليجية، والانفتاح المغربي على القارة الإفريقية، من خلال تشبيك هذه الملفات والوقوف عند التقاطعات بينها والتأثير المتبادل لكل ملف على الآخر. وقد اعتمدت الدراسة مقاربة تحليلية تهدف إلى إبراز الترابط القوي بين هذه القضايا باعتبارها ركائز أساسية في الرؤية الدبلوماسية للمملكة، وكمحاور متكاملة في صياغة السياسة الخارجية المغربية خلال عهد الملك محمد السادس.

وسعت الدراسة إلى إبراز الدور المركزي والقيادي للملك محمد السادس في توجيه السياسة الخارجية، من خلال إشرافه المباشر على المبادرات الدبلوماسية الكبرى، وتعزيز حضور المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي، إلى جانب ترسيخ مقاربة براغماتية متوازنة قائمة على الاستقلالية في اتخاذ القرار، بما يخدم المصالح العليا للوطن ويحافظ على الثوابت الوطنية، وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة.

وأشار الباحث أيضًا إلى أن السياسة الخارجية المغربية في عهد الملك محمد السادس تُظهر بناءً استراتيجيًا يرتكز على مركزية قضية الصحراء، ويُوظف في خدمتها كلاً من العمق الإفريقي والتحالف الخليجي بوصفهما دعامتين تكميليتين، بما يعزز تموضع المغرب كفاعل دولي متوازن قادر على حماية مصالحه الحيوية في محيط متقلب.

وأشادت اللجنة العلمية بأهمية الموضوع وبراهنيته، معتبرة إياه إضافة نوعية للمكتبة الأكاديمية المغربية في حقل العلاقات الدولية والدبلوماسية، كما نوهت بالجهد البحثي والتحليل العميق الذي بذله الباحث في توظيف المناهج السياسية والجيو-استراتيجية لفهم تحولات السياسة الخارجية المغربية في سياق إقليمي ودولي متقلب.

وفي ختام المناقشة، منحت اللجنة الباحث شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر، تقديرًا للمستوى العلمي الرفيع الذي تميزت به الأطروحة من حيث جودة التحليل وغنى المرجعيات الأكاديمية.