مغاربة في "تحدي القراءة": "اقرأ" نافذة التفكير.. والحرف يشفي الإعاقة - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

“سُلم الترقي”، “نافذة لعميق التفكير”، بل “شفاء للإعاقة”، بهذا يصف أبطال تحدي القراءة العربي “تحدي القراءة العربي”، فعل “اقرأ”، وهم يستعدون لإعلان المتوجين ضمن الدورة التاسعة من المبادرة، بدواخل لا تهتز فيها الثقة بإمكانية حصد بطل أو بطلة اللقب الثاني للمملكة في أكبر مبادرة لتشجيع المطالعة ومصاحبة الكتاب، منذ أن توجّت به مريم أمجون في نسخة 2018.

وتتجاوز مشاركة البطلين المغربيين، آدم الروداني، ووئام شكوك عن فئة ذوي الهمم، الرغبة في التتويج، لتمتد إلى تقاسم رسائل “عميقة” سواء لمنافسيهم العرب من العشاق الصغار للكتاب، هنا بدبي، أولزملائهم وأقرانهم هناك بالمملكة المغربية، مؤكدين فضل القراءة في إكساب القارئ التفكير العميق والنقدي والترقي الفكري وصولا إلى تذويب حاجز الإعاقة.

نشوة فكرية

بدأت رحلة البطل آدم الروداني، تلميذ بالسنة الأولى إعدادي، في عالم القراءة، منذ حداثة سنه. وقال إن “البداية كانت مع والداي اللذين كانا يصاحباني الكتاب. وفي عشقه سرت على دربهما، مدفوعا بالفضول، ورغبة في اكتشاف الكنوز المتوارية بين طيات الكتب وصفحاتها”.

وإذا كانت نسبة كبيرة من الأطفال تفتتح بالقصص المصورة، غالبا، مسيرتها في عالم القراءة، فإن أول كتاب قرأه الروداني، “ديوان عظيم لأبي الطيب المتنبي”، كما قال لهسبريس، موردا أنه “فتح بصيرتي على الشعر. ومن يومها وأنا عاشق له؛ أقرأه وأكتبه”.

وأكد بطل تحدي القراءة العربي بالمغرب، أنه يقرأ في كل المجالات، “فأنا أؤمن بمبدأ مقولة، إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي توافق هواك، فمن ذا الذي سوف يمنح الفرصة لكتب تخالف ذوقك وشغفك، لتجود لك بكنوزها المعرفية”. ولذلك، فتقليبه بين صفحات الكتب، وصل إلى “إبداعات أسامة مسلم”، خاصة بعد أن أحبّ “أسلوبه في الكتابة، الذي يمزج بين الفنطازيا والرعب ويدخل طابعا من الجدية والواقعية؛ فهذا يمنح القلب ألوانا مختلفة من الأحاسيس والمشاعر، ونشوة فكرية لا مثيل لها”.

وأضاف التلميذ الذي قرأ 465 كتابا، 200 منها ضمن تحدي القراءة العربي؛ حيث يشارك هذه السنة للمرة الرابعة ضمن المبادرة، والأولى كبطل للمغرب: “قرأت كذلك حزمة كتب لطه حسين ومحمد عطية الإبراشي المتفرد بالأسلوب في الكتابة، خصوصا في أدب الطفل”.

وختم الموقن بإمكانية “تحقيق المغرب لقب بطل تحدي القراءة العربي، في هذه الدورة، سيرا على درب الإنجازات في السياسة والرياضة”، ببعث رسالة إلى زملائه التلاميذ، فحواها “اقرؤوا، بما أنه ليرقى المجتمع على الفرد أن يرقى، ولكي يحصل ذلك عليه أن يفكّر بعمق، ولكي يفكر بعمق عليه أن يقرأ”.

الحرف يشفي الإعاقة

من الخميسات إلى دبي، حملت وئام شكوك، بطلة المغرب في فئة ذوي الهمم، خلال الموسم التاسع من تحدي القرءاة العربي، بدورها “الثقة في الفوز”، فقد أكدت أن “لا أرى الإعاقة حاجزا بل جسرا تعبر به إلى القمم. إنها رؤية طفلة من نور تؤمن بأن القراءة تشفي وبأن الحرف يشفي، والروح التي تقرأ وتحلم وتحلق”، بل يصل طموحها إلى أن تكون بالقراءة، ” نور ا يضيء العتمة للآخرين”.

وأفادت شكوك، في تصريح لهسبريس، بأن كتاب قلّبت صفحاته تنقيبا عن المعرفة ومغانم أخرى كثيرة، “كتاب قصة كفاح عن الدكتور ابراهيم الفقي للكاتب محمد أبو فرحة”، لتبدأ بذلك مسيرتها في عالم القراءة، بتحفيز من أستاذتها للغة العربية ومؤطرتها في تحدي القراءة العربي.

ومثل آدم، فإن البطلة المغربية، تقرأ في “مجالات عديدة”، لكنها تنصح زملائها وأقرانها، “بقراءة هذا الكتاب لأن حياتي قصة كفاح أيضا”، و”كتب غسان كنفاني لأنها تبقي القضية الفلسطينية حية، هذه القضية التي هي مشروع قومي بل إنساني”، فضلا عن “كتاب قصتي لسمو الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم”.

ويُشاطر آدم ووئام، طموح تتويج المغرب باللقب، زملائهم الأبطال الفائزون على صعيد الجهات بالمملكة المغربية، وهو ما أكدته أميمة الشاني، تلميذة من ذوي الهمم بمؤسسة الرئاسة الخاصة، بالقول إنها “واثقة” من ملامسة المشاركة المغربية هذا السقف، خلال يوم التتويج.

الأسرة والمدرسة..محفزان

وأضافت الشاني، وهي حاصلة على المرتبة الأولى وطنيا في فن الخطابة: أستاذتي نعيمة شباب، كانت أول من أطر إنجازي في تحدي القراءة العربي، ووالداي ظلّا شمعة حياتي ومصدر إلهامي.

وقرأت التمليذة ذاتها، “في أول احتكاك مع الكتب، كتاب “العبرات” لمصطفى المنفلوطي؛ بعد تسلمه من أستاذتي”، كما قالت، قبل أن تؤكد في حديثها مع هسبريس نزوعا لدى القارئين المغاربة الصغار نحو روايات السعودي أسامة مسلم، بالإفادة بقراءتها، “رواية الخوف، ذائعة الصيت، إلى جانب الفضيلة للمنفلوطي، ولعبد السلام البقالي”.

وفي العموم، ترى التلميذة ذاتها، في “فعل القراءة، أحسن متعة، فهي إلى جانب كونها هواية، تعلمنا من تجارب الآخرين المسطورة بين الكتب”.

بدوره، قال محمد ابن شعايب، تلميذ بالسادسة ابتدائي، من مدينة تازة: “علاقتي مع الكتاب بدأت لأول منذ كنت طفلا صغيرا ؛ حيث دأبت أمي على أن تحكي لي قصصا، ومن ثمة تعلّقت بالقراءة، فأخذت أطالب بعدد كبير من المجموعات القصصية”.

وأضاف ابن شعايب، في حديثه لهسبريس، أن أول ما قرأه كان “قصص مصورة، تحت عنوان المصيف”، قبل “أتدرج في صعوبة المقروء، حيث مررت إلى قصص أطول فاقتحمت مجالات متعددة، كالأدبي والتاريخي والجغرافي. وبين هذا وذاك ظلّت الرواية مهمة بالنسبة إلى”.

وشدد على أن كل الكتب التي قرأها، “كان لها مفعول”، غير أن “الكتاب الذي ترك في بصمت كبيرة، هو “ياولدي” لأحمد أمين؛ حيث ينصح أب ابنه، نصائح يستنير بها في حياته”، مؤكدا أنه من هنا تشرب درس أنه “يجب علينا الأخذ بالنصيحة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق