
علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر متطابقة في موريتانيا، أن “منطقة كارزرز بالمنطقة العازلة في الصحراء شهدت، مساء الأحد، اصطدامات عنيفة بين عناصر تابعة لجبهة “البوليساريو” وعشرات المنقبين؛ من بينهم موريتانيون وسودانيون، انتهت باحتجاز حوالي مائة منقب ومصادرة السيارات والمعدات التي يستخدمونها، قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقا”.
وذكرت مصادر هسبريس أن “الأيام القليلة الماضية شهدت مجموعة من الحوادث المشابهة؛ فقد اعتقل عناصر الجيش الجزائري، الأسبوع الماضي، 15 منقبا موريتانيا على مستوى منطقة كيوارات في الأراضي الجزائرية وصادروا أجهزة التنقيب الخاصة بهم. كما هاجم الجيش الجزائري، منذ ثلاثة أيام، في المنطقة نفسها أي كيوارات، سيارة على متنها شخصان صحراويان يشتبه أنهما من المهربين، وأطلقوا عليهما النار؛ ما أسفر عن إصابة أحدهما بجروح”.
وأوضحت المصادر ذاتها أن “نقابات التعدين الأهلي في موريتانيا عقدت اجتماعات كثيرة، وتحمل المسؤولية للسلطات لعدم اتخاذها عقوبات ردعية في حق المخالفين لدعوات احترام الحدود، وبقيت تتفرج على ما يحدث دون تدخل؛ ما يعكس غياب الإرادة الحقيقية من أجل القضاء على هذه الظاهرة”.
وحول سر استمرار تسلل بعض المنقبين الموريتانيين إلى المنطقة العازلة في الصحراء رغم الدعوات المتكررة من جانب السلطات الموريتانية مركزيا وإقليميا ومحليا، ذكرت مصادر الجريدة أن “السبب يعود إلى نقص الوعي لدى المنقبين، وأغلبهم مبتدئون، أي عمال بسطاء يبحثون عن الاستقلال المادي، ويشجعهم على ذلك بعض الصحراويين الذين يدعون أن لديهم آبارا تخرج الكثير من الذهب وأن المنطقة آمنة”.
وتفاعلا مع سؤال آخر حول تراخي السلطات الموريتانية في ضبط الحدود وعدم إقامة نقاط تفتيش للجيش والدرك على طولها، شددت المصادر ذاتها على أن “موريتانيا لا تريد في الوقت الحالي أن تتصادم مع أي أحد، وتكتفي فقط بتحذير المنقبين؛ لأنها تعلم أن كل من يتجرأ منهم على خرق توجيهات السلطات سيجد نفسه إما في مواجهة قصف الطائرات المسيرة المغربية أو في مواجهة مع عناصر البوليساريو، وحتى إذا أقامت دوريات على الحدود ستجد نفسها في مواجهة يومية مع المنقبين.. وبالتالي، فهي تختار أسهل الحلول وأخفها ضررا بالنسبة إليها”.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تصاعد حوادث تسلل المنقبين من الجانب الموريتاني نحو المنطقة العازلة، المحظورة على المدنيين والخاضعة لمراقبة من لدن الجيش المغربي، الذي خفّض في الآونة الأخيرة من وتيرة استهداف المتسللين؛ فيما أدى ارتفاع وتيرة حوادث تصادم المنقبين مع عناصر البوليساريو إلى تنامي الدعوات من نقابات التعدين في موريتانيا التي تطالب بضبط الحدود بشكل أكثر صرامة، عبر إقامة دوريات مستمرة وإقرار عقوبات رادعة بحق المخالفين لتوجيهات قصر أنشطة التنقيب في التراب الموريتاني.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.
0 تعليق