عاد شباب العاصمة الاقتصادية المنضوون تحت لواء ما بات يعرف باسم حركة “الجيل زد” للاحتجاج ورفع شعارات مطالبة بالعدالة المجالية والاجتماعية، بعد توقف طيلة الأيام الماضية بناءً على قرار صادر عن الحركة قبيل الخطاب الملكي الموجه إلى البرلمانيين بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية.

واستأنفت الحركة المذكورة، مساء اليوم السبت، احتجاجاتها بساحة الماريشال بقلب مدينة الدار البيضاء، مرددة شعاراتها المطالبة بالإنصاف وتحقيق العدالة من حيث الصحة والتعليم والتشغيل.

وصدحت حناجر الشباب المحتج خلال هذه الوقفة التي عرفت حضورا مكثفا مقارنة مع آخر وقفة، بشعارات من قبيل “ولادكم فيناهما.. فواشنطن ولا روما .. ولاد الشعب فيناهما.. فعكاشة وراس الحومة”.

وأكد “شباب زد البيضاء” أن خروجهم من جديد للاحتجاج يأتي من أجل مطالبة المسؤولين، وعلى رأسهم الحكومة، بتسريع تنزيل المطالب التي تم رفعها، المتمثلة في إصلاح قطاعي الصحة والتعليم وتحقيق العدالة المجالية.

وسجل هؤلاء أن الحكومة لم تبد أي استجابة لإصلاح القطاعات الأساسية وتحقيق فرص الشغل لفائدة الشباب العاطلين، خصوصا الحاصلين على الشواهد.

ولفت المحتجون إلى أن الحكومة ملزمة بوضع خارطة طريق صحية من أجل جعل المستشفيات الإقليمية تؤدي وظائفها بالشكل المطلوب وتستقبل المرضى، بدل إرسالهم صوب المستشفى الجامعي ابن رشد الذي أضحى ممتلئا وغير قادر على استيعاب المزيد.

كما طالب المتظاهرون بتطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، من خلال مساءلة مختلف المسؤولين الحكوميين والمنتخبين، والعمل على تخليق الحياة السياسية بوضع حد للمفسدين والمتهمين بالفساد.

وبينما سبقتها هواجس من إمكانية حدوث فوضى، مرت الوقفة الاحتجاجية المنظمة بقلب المدينة بشكل حضاري وسلمي ولم تعرف أي سلوك يستدعي تدخل السلطات، وهو ما جعل العناصر الأمنية والقوات المساعدة تكتفي بمراقبة ومتابعة الوضع من بعيد.