أُسدل الستار على خمسة عقود من حكم حزب البعث. أمس الأحد، فرّ بشار الأسد، وأصبحت العاصمة دمشق حرّة. شخصيات بارزة من الساحة الفنية السورية وصفت الحدث بـ”التاريخي”. المشاعر المتباينة بين الفرح والحزن اجتمعت في هذا الحدث المفاجئ، ما أثار ردود فعل متناقضة بين السوريين.
بينما يحتفل البعض بنهاية حقبة الديكتاتورية، دعا آخرون إلى التروي والتفكير بعمق في مستقبل البلاد. الفنانون والمشاهير عبّروا عن آمالهم ومخاوفهم بشأن التحديات المقبلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من بين أول المعلقين، عبّر الممثل مكسيم خليل عن فرحته عبر منصة “إكس”، قائلاً: “افرحي يا سوريا، لقد عدتِ حرة من جديد”. ولم يفوّت فرصة السخرية من فرار بشار الأسد، مقارناً ذلك بهروب قادة عرب آخرين مثل زين العابدين بن علي من تونس. كما دعا خليل إلى حماية المؤسسات والممتلكات العامة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على مكتسبات البلاد.
أما الممثل عبد الحكيم قطيفان، فقد نشر على “فيسبوك”: “سقط الديكتاتور”. وفي مقطع فيديو انتشر بسرعة، عبّر عن فرحته بهذا “الميلاد الجديد” لسوريا، واصفاً الحدث بأنه ولادة جديدة لـ25 مليون سوري طال انتظارهم لهذا اليوم.
بدوره، صرّح الممثل فارس الحلو: “الأسد رحل وسوريا بقيت… الظالم سقط والحق انتصر”. وأضاف في تعليق ساخر عبر “فيسبوك” أن سوريا ليست بحاجة لقوى خارجية للعثور على الأسد، مقترحاً أن المعارضة يمكنها زيارته في منزله.
على النقيض، عبّر بعض الممثلين المقربين من النظام، مثل بشار إسماعيل، عن سعادتهم بسقوط نظام كانوا قد دعموه لسنوات، مشيرين إلى أن سرعة الهزيمة تعكس مدى الكراهية الشعبية العميقة تجاه النظام.
وصفت الممثلة أمل عرفة هذا اليوم بأنه “صباح مختلف لدمشق”، مشيرة إلى أنه لحظة تحول كبيرة للمدينة وللبلاد بأكملها. أما الفنانة أصالة نصري، فقد شكرت الله على وسائل التواصل، مؤكدة أنها لم تشك لحظة في عدالة الله.
في خطوة تصالحية، قدّم الممثل أيمن زيدان، المعروف بدعمه للنظام، اعتذاراً عن مواقفه السابقة. وفي منشور عاطفي على “فيسبوك”، عبّر عن ندمه ودعا الشعب السوري إلى الوحدة، مؤكداً أن الوقت قد حان لتجاوز الخوف والوهم وإعادة بناء سوريا.
ومع ذلك، كانت هناك أصوات معارضة. الكاتب فادي قوشقجي رفض وصف هذا التغيير بـ”الدائم”، معتبراً أن سوريا مهد الحضارات ولن تستسلم لضغوط القوى الخارجية، واصفاً المعارضين بأنهم “خرجوا من كهوف تورا بورا”.
جاء نبأ سقوط الأسد بعد أيام من معارك عنيفة، استولت خلالها المعارضة على مدن سورية رئيسية مثل حلب وحماة وحمص. وفي صباح أمس الأحد، أعلنت قوات المعارضة دخولها إلى دمشق، إيذاناً بنهاية أحد أكثر الأنظمة قمعاً وإثارةً للجدل في الشرق الأوسط.