شهدت مناطق الطائفة العلوية في سوريا حالة من الصدمة والارتباك عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي استمر في الحكم لنحو 24 عامًا، وانتهى بفراره إلى روسيا.
أنصار الأسد، الذين تحملوا خسائر فادحة دفاعًا عن نظامه، يواجهون اليوم تساؤلات عميقة حول أسباب هذا الانهيار السريع للنظام دون مقاومة تُذكر.
في مدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد وموقع ضريح والده حافظ الأسد، تبرز مشاعر الخيبة والانكسار بشكل واضح. لسنوات، كانت المدينة مسرحًا لمواكب جنازات المقاتلين الذين فقدوا حياتهم دفاعًا عن النظام، لكنها الآن تواجه واقعًا جديدًا مع انتهاء حكم الأقلية العلوية الذي دام لعقود.
محسن، أحد سكان المنطقة، عبّر لوكالة “رويترز” عن دهشته لعدم استدعاء قوات الاحتياط، التي كانت دائمًا تُعتبر من ركائز دفاع النظام. يقول محسن: “كان هناك الكثير من الرجال المستعدين للقتال إذا استدعاهم الرئيس، لكن ذلك لم يحدث. بدلًا من ذلك، شهدنا انسحابات في كل مكان. إنه أمر محير”.
ومع تصاعد القلق، بدأت القرى العلوية الساحلية باتخاذ إجراءات أمنية غير رسمية، مثل نصب نقاط تفتيش لمراقبة حركة الدخول والخروج.
وفي تطور غير مسبوق، شهدت مدن مثل اللاذقية وطرطوس احتجاجات سلمية، حيث أسقط السكان تماثيل حافظ الأسد ورددوا شعارات مناهضة للنظام. ورغم الغضب الشعبي، خيمت السلمية على هذه التحركات، مما أثار دهشة الكثيرين، لا سيما في ظل غياب التوترات الطائفية التي كان يُخشى من اندلاعها.
أحد سكان المنطقة، رفض ذكر اسمه، وصف سلمية الاحتجاجات بأنها مفاجئة، معبرًا عن ارتياحه لهذه التطورات: “حتى الآن، لم نشهد أي توترات طائفية، وهو أمر يدعو إلى التفاؤل”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>