احتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بسلا، التابعة لجامعة محمد الخامس، الخميس، ندوة خُصصت لعرض نتائج مشروع “التمكين الاقتصادي للشباب” الذي نفذته مؤسسة الفقيه التطواني بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة سلا، وبتعاون مع الكلية ذاتها.
ويهدف المشروع سالف الذكر إلى دعم الإدماج الاقتصادي للشباب بمدينة سلا وتعزيز قدراتهم المقاولاتية من خلال التكوين والمواكبة والتأطير المستمر. واستفاد من هذا المشروع بشكل مباشر ألف (1000) من الشباب، بينهم 567 شابة، إلى جانب أكثر من 15 ألف مستفيد عن بُعد عبر ورشات تكوينية تناولت إعداد المشاريع والتسويق والتمويل والتدبير المقاولاتي. وتمكّن خمسون (50) من المشاركين من إطلاق مشاريعهم في قطاعات مختلفة؛ أبرزها الخدمات والتجارة والتجميل والمطاعم والتوصيل.
وخلال الندوة، قدّم ممثلو المؤسسة والشركاء عرضا لأبرز خلاصات الدراسات الميدانية التي أُنجزت في إطار المشروع، والتي اعتمدت على عينة من 700 مستجيب بنسبة استجابة بلغت 70 في المائة. وأظهرت النتائج أن أكثر من 80 في المائة من المستفيدين عبّروا عن رضاهم عن جودة التكوين؛ فيما أعرب 60 في المائة عن رغبتهم في إنشاء مشاريع خاصة، بينما نجح 50 مستفيدا فعلا في تأسيس مقاولاتهم.
في المقابل، رصدت الدراسة عددا من التحديات البنيوية التي تعيق المبادرات الشبابية؛ من بينها صعوبة الولوج إلى التمويل، وتعقيد المساطر الإدارية، وضعف شبكات الدعم الترابي. وأوصت بتبسيط الإجراءات، وتطوير المواكبة الفردية، ودعم الجمعيات المحلية، وتوسيع الاستفادة لتشمل النساء وذوي الإعاقة والفئات الهشة.
وتطرقت المداخلات إلى أهمية الربط بين التمكين المعرفي والمؤسساتي والسلوكي في تكوين جيل من الشباب القادر على الابتكار والمبادرة. كما تم عرض مشروع “دار الكفاءات” الذي صادق عليه مجلس كلية سلا، باعتباره منصة جامعية لتأهيل الطلبة في مجالات القيادة والمقاول.
من جانبها، عرضت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تجربتها في دعم ريادة الشباب من خلال التمويل والمواكبة التقنية، مشيرة إلى أن عمالة سلا تتوفر على خمس منصات للشباب تقدم خدمات التكوين والإرشاد وتيسير الولوج إلى فرص التمويل.
واعتبر عدد من المتدخلين أن تجربة سلا تمثل نموذجا يمكن تعميمه وطنيا في مجال التمكين الاقتصادي للشباب، نظرا لتكامل مكوناته بين التكوين والمواكبة والتمويل.
واختُتم اللقاء بتوزيع شهادات تقديرية على عدد من الشباب الذين تميزوا في مسارهم التدريبي، بحضور ممثلين عن الجامعة والسلطات المحلية والمجتمع المدني.
0 تعليق