تستعد مدينة الدار البيضاء لاحتضان حدث موسيقي فريد من نوعه يحمل عنوان “عيطة بلادي”، يُرتقب أن يشكل محطة بارزة في المشهد الفني المغربي خلال شهر نونبر المقبل، إذ تم الإعلان رسميا عن انطلاق عملية بيع التذاكر الخاصة بهذا العرض المنتظر، الذي سيقام على مدى ثلاث ليالٍ فنية متتالية أيام 13 و14 و15 نونبر 2025، في أجواء ينتظر أن تمزج بين الأصالة المغربية والإبداع المعاصر.
ويهدف هذا المشروع الفني الطموح حسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس إلى إعادة إحياء فن “العيطة المغربية”، في قالب جديد يزاوج بين الموروث الشعبي العريق والإيقاعات الحديثة التي يفضلها الجيل الجديد من الجمهور.
وتنطلق فكرة العرض من إيمان القائمين عليه بأن “العيطة” ليست فقط فنا غنائيا تقليديا، بل ذاكرة شعبية حية تختزن قصصا وهوية وثقافة تمتد في وجدان المغاربة جيلا بعد جيل.
وسيكون الجمهور البيضاوي على موعد مع كوكبة من أبرز نجوم الأغنية المغربية، من أجيال وتجارب مختلفة، يجتمعون لأول مرة على منصة واحدة في تجربة “فيوجن” موسيقية مبتكرة، إذ يضم البرنامج أسماء وازنة في الساحة الفنية، من بينها الدوزي، حجيب، عبد العزيز الستاتي، خديجة مركوم، عبد الله الداودي، الداودية، منال بنشليخة، إيهاب أمير، ابتسام تسكت، رجاء بلمير، حميد القصري، وعابدين الزرهوني، إلى جانب فنانين آخرين سيتم الكشف عن أسمائهم لاحقا.
ويؤكد المنظمون أن هذا العرض لن يكون مجرد حفل موسيقي، بل تجربة فنية متكاملة تسعى إلى خلق حوار موسيقي بين جيل الرواد الذين حملوا لواء “العيطة” لعقود طويلة، والجيل الجديد من الفنانين الذين يسعون إلى تجديد التعبير الفني بأساليب معاصرة، ما يجعل “عيطة بلادي” جسرا فنيا حقيقيا بين الماضي والحاضر.
وسيتميز الحدث بعروض فنية غنية تجمع بين الإيقاع الشعبي العيطي وموسيقى “البوب” و“الراب” و“الفيوجن” الإلكتروني، في تناغم صوتي يفتح الباب أمام تجربة فريدة تعكس التعدد الثقافي للمغرب وغنى تراثه الموسيقي.
ومن المنتظر أن تشهد كل ليلة لحظات استثنائية تجمع الطرب الشعبي بأصوات جديدة صاعدة، في لقاء فني يكرس روح التلاقي والابتكار.
وتراهن الجهة المنظمة على جعل حدث “عيطة بلادي” علامة فنية مغربية رائدة يمكن أن تتطور في السنوات المقبلة إلى موعد سنوي دائم يحتفي بفنون “العيطة المغربية” بمختلف مدارسها، من الحصباوية والمرساوية إلى الحوزية والزعرية، عبر رؤية فنية منفتحة تعيد الاعتبار لهذا اللون الغنائي العريق في سياق معاصر.
كما وعدت إدارة المهرجان بالكشف عن مفاجآت فنية جديدة ستزيد من حماس الجمهور، سواء من حيث أسماء الفنانين المشاركين أو من خلال الفقرات البصرية التي سترافق العروض.
وينتظر أن تحتضن الفضاءات التي ستعلن لاحقا تجهيزات تقنية متطورة، تجمع بين الإضاءة الحديثة والمؤثرات السمعية والبصرية، لجعل كل أمسية تجربة حسية متكاملة يعيشها الجمهور بكل تفاصيلها.
ويؤكد القائمون على المشروع أن “عيطة بلادي” ليس مجرد عرض فني، بل رسالة فنية وثقافية تهدف إلى تعزيز حضور الفن المغربي في المشهد العالمي، من خلال تقديم نموذج إبداعي يجمع بين الأصالة والحداثة، ويعبر عن روح المغرب المتجددة، فالمهرجان يسعى إلى إبراز التنوع الموسيقي المغربي وخلق مساحة لتبادل الخبرات بين فنانين من مدارس مختلفة، يلتقون حول عشقهم المشترك للموسيقى المغربية.
0 تعليق