قرّر مسؤولو برنامج “المثمر”، الذي تُشرف عليه مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، اليوم الإثنين، تكريم 81 مغربية ممن يتولّين إدارة شؤون تعاونيات فلاحية نشطة في العالم القروي، وذلك إثر النتائج التي حقّقنها خلال السنوات الأخيرة.
وجاء هذا التكريم في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشرة من “مختبر المثمر للابتكار المفتوح”، التي احتضنها فضاء جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) ببنجرير، التي نُظّمت تحت شعار: “التعاونيات الفلاحية بقيادة النساء.. قوة جماعية من أجل زراعة مستدامة”.
وقدِمت النسوة المكرَّمات من أقاليم وعمالات مختلفة (الشرق، كلميم، تارودانت، الجديدة، سيدي قاسم…)، إذ وقع الاختيار عليهن نتيجة تفوقهن في تطبيق التعليمات والمعارف التي تلقينها على أيدي أُطُر البرنامج خلال السنوات الأخيرة.
ورغم أن المجال الفلاحي يوحِّد نشاط هذه التعاونيات إلا أن خياراتها الإنتاجية تظل مختلفة، إذ تشمل إنتاج “الكسكس البلدي” وزيت الزيتون وتربية المواشي، إلى جانب “الكينْوا” والبذور الأصلية (..).
وفي كلمة ختامية له عبّر نوفل رودياس، مدير برنامج “المثمر” بالجامعة المذكورة، عن إعجابه بما حقّقته هؤلاء النساء القرويات اللواتي تم تكريمهن، مؤكداً أن ذلك يعكس القدرة على تنزيل رؤية البرنامج على مستوى الميدان.
“نتائج عمل دقيق”
أكدت حسينة عهد، رئيسة تعاونية “الحبّة الذهبية” لإنتاج الكسكس بإقليم سيدي قاسم، “أهمية تكريم النساء القرويات المنخرطات في إطار تعاونيات فلاحية أو اللواتي يُدِرنها، نتيجة النتائج التي حققنها بشراكة مع برنامج المثمر”.
وأوضحت عهد، في تصريح لهسبريس، أن “في هذا التكريم اعترافًا بتطبيق هؤلاء النسوة ما تلقينه من معارف ودورات تكوينية من قبل القائمين على هذا البرنامج”، متابعة: “نشتغل منذ سنوات مع أطر المثمر، ونحن اليوم على مشارف تصدير منتجاتنا إلى الخارج”.
وبحسب المتحدثة ذاتها فإن اختيار هؤلاء النساء المكرَّمات اليوم “يُعتبر ثمرةً لعملهن لسنوات داخل تعاونياتهن، كل واحدة حسب السلسلة الإنتاجية المتخصصة؛ غير أن ما يجمعهن هو الطموح إلى المزيد في المستقبل”.
مجهودات مشتركة
سعاد، التي تسيّر تعاونية “عبير الشمال” المتخصصة في صناعة الديكورات الشمعية، أثنت على ما جاء من نقاشات ضمن فعاليات الدورة 18 من مختبر المثمر للابتكار المفتوح، الذي حضره مسؤولون عن البرنامج وآخرون يمثلون مؤسسات وطنية.
وقالت سعاد لهسبريس: “أشكر أطر برنامج المثمر، إذ يواصلون تزويدنا بمجموعة من المهارات والمعارف الأساسية التي تساعدنا على تطوير منتجاتنا كماً وكيفاً”، مثمّنةً تكريم تعاونيّتها، كما هو الحال بالنسبة لحوالي 80 تعاونية أخرى.
التكريم يحفز الاستمرارية
نعيمة المرغيشي، مسيرة تعاونية بدائرة أزمور بإقليم الجديدة، فسجّلت بإيجابية المواكبة المستمرة لبرنامج “المثمر” لعدد من النساء المكافحات، اللواتي اخترن تأسيس تعاونيات بغرض خلق مصادر دخل لهن ولغيرهن من النساء.
وأفادت المرغيشي، في تصريح لهسبريس، بأن تعاونيتها مختصة في تسمين العجول وتربية المواشي، مع اهتمام موازٍ بزراعة الخضر والحبوب، مشيرة إلى “دور برنامج ‘المثمر’ الإيجابي في تحقيق مردودية مهمة خلال السنوات الأخيرة”، وأضافت مفسّرةً: “أطر البرنامج يساعدوننا في كل ما يخص تحاليل كل من التربة والمياه، فضلاً عن توفير معلومات علمية ودقيقة بشأن طريقة التعامل مع النباتات واستعمال المبيدات”.
وعلى غرار زميلاتها في التعاونيات الأخرى ثمّنت المتحدثة ما جاء ضمن فعاليات النسخة الثامنة عشرة من “مختبر المثمر للابتكار المفتوح”، التي اختُتمت بتتويج عشرات النساء القرويات المُسيّرات لتعاونيات نشطة في القطاع الفلاحي، مبرزةً أن ذلك يُحفّز على الاستمرارية، خصوصًا في ظل الوضعية المناخية المتقلّبة.
0 تعليق