تداولت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو زعمت أنها توثّق عملية تسليم الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية إلى الصليب الأحمر وهم يرتدون «بيجامات كاستور»، في إشارة إلى تكرار المشهد الذي جرى بعد انتصار أكتوبر المجيد عام 1973.
فقد علّق أحد المتابعين ساخرًا: «لا ما هو مش ٦ أكتوبر تبقى ٧ أكتوبر، وتسليم أسرى كمان تقليد»، بينما كتب آخر محتفيًا بالروح المصرية: «المصري فكرة، والفكرة لا تموت».
لكن أصواتًا أخرى بدت متوجّسة من المشهد، إذ كتب أحدهم محذرًا: «الذكاء الاصطناعي هيودي العالم كله ورا الشمس حرفيًا».
ما الحقيقة؟
بالبحث في كافة المواقع الإخبارية العالمية، تبيّن أن تلك الصور لم تظهر مطلقًا خلال عملية تسليم الأسرى، وأن المقاومة الفلسطينية التزمت بما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار بعدم تسليم الرهائن في مراسم احتفالية كما جرى سابقًا في يناير الماضي.
وتحققت الشروق بأدوات الكشف عن الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي، ومنها سايت إنجن، فتبيّن أنها غير حقيقية، ونسبة صحتها لا تتجاوز 17%.
- فكرة الرئيس السادات
يروي اللواء سمير فرج أن الرئيس أنور السادات كان حريصًا على أن يظهر مشهد تسليم الأسرى الإسرائيليين بعد حرب أكتوبر بصورة تعكس قوة مصر.
ويقول فرج إن السادات استدعى الفريق المسؤول عن الترتيبات وسألهم: «هنلبسهم إيه؟» فأجابه أحدهم بأنهم سيجهزون لهم بدلًا من إنتاج إحدى شركات الغزل، إلا أن السادات رفض وقال: «لا، أنا عايز ألبسهم حاجة مصرية… ينزلوا من الطيارة تحس إنهم جايين من مصر».
وتناقش الحضور واقترح البعض الجلابيب، لكن السادات رفض أيضًا، وقال: «أنا عايز البيچامات الكاستور».
- بيجامات كاستور تتحمّل عصور
في أكتوبر 2023، أثار إعلان نشرته صفحة نادي غزل المحلة+ على «فيسبوك» تفاعلًا واسعًا، بعدما أرفق صورة تُظهر لحظة تسليم مصر للأسرى الإسرائيليين المصابين عقب نصر أكتوبر 1973، وهم يرتدون ما وُصف بأنه «البيجامات الكاستور» التي اشتهرت مصانع المحلة الكبرى بإنتاجها آنذاك.
وجاء في نص الإعلان: «مش بس بنقدم كورة حلوة... لا كمان بنقدم بيجامات كاستور تتحمّل عصور».
- اشتباك بين المصريين وأدرعي: «البيجامات الكاستور» تدخل المعركة
اندلعت مواجهة جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي وعدد من الشباب المصريين، بعدما حاول – كعادته – فرض الرواية الإسرائيلية لحرب أكتوبر 1973 والتشكيك في الانتصار العربي.
بدأ الجدل على صفحة أدرعي عبر «فيسبوك»، حين نشر منشورًا يروّج لما وصفه بـ«الانتصار الإسرائيلي»، ليرد عليه عشرات المتابعين المصريين بتوثيقات وشواهد من التاريخ والصحافة العبرية نفسها.
كتب أحد المتابعين ساخرًا: «وما نشرته يديعوت أحرونوت حول دور البطل أشرف مروان يثبت أنكم تلقيتم هزيمة نكراء».
وأضاف آخر: «جولدا مائير اعترفت بالهزيمة، وموشيه ديان وصفها بالأيام القاسية، ثم يأتي هذا الأفيخاي ليردد مزاعم انتصار كيانه!».
واختُتمت التعليقات المصرية بعبارة رمزية: «عيب يا أفيخاي... صور بيجامات الكاستور لسه موجودة».
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق