شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً غير مسبوق محلياً وعالمياً، مدفوعة بتزايد الإقبال على الملاذات الاستثمارية الآمنة وسط الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد العالمي.

الأسعار المحلية تسجل قفزات ملحوظة

وبحسب تقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن للأبحاث"، سجلت أسعار جرام الفضة في السوق المحلي ارتفاعات متباينة:

ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 إلى 74 جنيهاً.

سجّل عيار 925 نحو 86 جنيهاً.

بلغ عيار 999 حوالي 93 جنيهاً.

استقر سعر جنيه الفضة عيار 925 عند 664 جنيهاً.

وعلى الصعيد العالمي، ارتفعت أوقية الفضة إلى نحو 52 دولاراً أمريكياً، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 1980، في حين تجاوز سعر الذهب حاجز 4100 دولار للأوقية، في قفزة تاريخية غير مسبوقة.

وأرجع المركز هذا الارتفاع إلى تزايد الإقبال على الاستثمار الآمن في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية.

أزمة السيولة في لندن تشعل الأسعار عالمياً

أفادت وكالة "بلومبرج" بأن شح السيولة في سوق لندن أدى إلى تفاقم ما يُعرف بـ "الضغط القصير" (Short Squeeze) على مراكز الفضة، مما تسبب في موجة ارتفاع حادة وغير مسبوقة في الأسعار، تزامناً مع زيادة عالمية في البحث عن السبائك الفعلية لتلبية الطلب المتنامي.

وأشار التقرير إلى أن الفجوة السعرية الكبيرة بين سوقي لندن ونيويورك دفعت بعض المتداولين إلى نقل سبائك الفضة جوًا عبر الأطلسي للاستفادة من فروق الأسعار المرتفعة.

وتُعد هذه الخطوة نادرة عادةً، حيث تُستخدم لنقل الذهب فقط نظراً لتكلفتها العالية، الأمر الذي يعكس مدى قوة الطلب غير المسبوق على المعدن الأبيض حالياً.

الإغلاق الحكومي الأمريكي يفاقم الضبابية

يتزامن هذا الصعود التاريخي في أسعار المعادن الثمينة مع دخول الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة أسبوعه الثالث، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسريح عدد من الموظفين الفيدراليين، مما فاقم الخلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول الموازنة العامة.

ويرى مراقبون أن الإغلاق مرشح للاستمرار في الفترة المقبلة، في ظل تمسك الديمقراطيين بمطالبهم المتعلقة بتمديد دعم التأمين الصحي، ورفضهم إعادة فتح الحكومة دون التوصل إلى اتفاق شامل.

وتُعزز هذه التطورات من حالة الضبابية وعدم اليقين التي تسيطر على الأسواق المالية الأمريكية والعالمية، مما يدفع المستثمرين بقوة نحو ملاذات آمنة مثل الذهب والفضة.