سلّط تقرير حديث لموقع “ديفينسا”، المتخصص في الشؤون العسكرية، الضوء على أهمية المروحيات الهجومية من طراز “أباتشي AH-64E” في استراتيجية الدفاع المغربية، مبرزا أن “إدخال هذه المروحيات الهجومية المتقدمة في ترسانة القوات المسلحة المغربية يشكل تحولا نوعيا وتاريخيا في قدراتها الجوية الهجومية”.
وأضاف التقرير أن “هذه الخطوة تُكمل مسارا طويلا، حيث اعتمدت البلاد لعقود على أسطول من مروحيات ‘أيروسباتيال’ الأخف وزنا والأقدم تقنيا، والتي شكلت العمود الفقري لقدرتها على الدعم الناري الجوي والاستطلاع المسلح، خصوصا خلال حرب الصحراء في ثمانينيات القرن الماضي”.
وأكد المصدر ذاته أن “المغرب، ومع استلامه أول 24 مروحية أباتشي تم التعاقد عليها، مع وجود خيار تسلم 12 مروحية إضافية، يدخل حقبة جديدة في الحرب الجوية التكتيكية”، مسجلا أن “مروحية أباتشي هذه تمثل قمة التكنولوجيا الغربية في المروحيات الهجومية، إذ تقدم مزيجا فتاكا من القوة النارية، والمستشعرات المتقدمة، وقدرة عالية على البقاء”.
وأشار التقرير الصادر عن الموقع المتخصص في الشؤون العسكرية إلى أن “التسليح الرئيسي لهذه المروحية يشمل مدفع M230 Chain Gun عيار 30 مليمترا، قادرا على إطلاق 625 طلقة في الدقيقة بدقة عالية ضد الأفراد والدروع الخفيفة، وحمولة تصل إلى 16 صاروخا مضادا للدبابات من طراز AGM-114 Hellfire، بما في ذلك النسخ L/R الموجهة بالرادار والليزر التي اقتناها المغرب؛ بالإضافة إلى صواريخ APKWS من عيار 70 مليمترا حصل المغرب مؤخرا على 588 منها”.
وذكر المصدر أنه تم كذلك “تجهيز الأباتشي المغربية بصواريخ جو-جو من طراز AIM-92H Stinger، مما يوفر قدرات مهمة للدفاع الذاتي أو اعتراض الأهداف الجوية البطيئة، مثل الطائرات بدون طيار”، مشددا على أن “هذه الترسانة المتنوعة والثقيلة تفوق بشكل كبير ما يمكن لمعظم الطائرات القتالية بدون طيار التي يملكها المغرب حمله حاليا”.
وأوضح أن تفوق “الأباتشي” يكمن أيضا في أنظمتها الإلكترونية والاستشعارية، إذ يبرز “نظام كشف الأهداف والرؤية الليلية للطيار من طراز TADS/PNVS في نسخته المحسنة M-TADS/Arrowhead، والذي يوفر قدرة على تحديد الأهداف بدقة عالية ليلا ونهارا وفي أسوأ الظروف الجوية من خلال كاميرات حرارية متطورة، إلى جانب رادار التحكم بالنيران AN/APG-78 Longbow الذي يعمل في نطاق الموجات المليمترية، مما يسمح له باختراق الغبار والدخان والضباب، وتتبع 128 هدفا في الوقت نفسه، مع إعطاء أولوية لأخطر 16 هدفا”.
وسجل موقع “ديفينسا” أن “مصممي هذه المروحية لم يهملوا الجانب المتعلق بالحماية، حيث تتميز بهيكل معزز يتحمل الصدمات، ودروعا في قمرة الطاقم والمكونات الحيوية، وأنظمة تحكم مزدوجة، وخزانات وقود ذاتية الإغلاق ومقاومة لإطلاق النار. كما أنها مجهزة بمجموعة الحرب الإلكترونية المدمجة ASE، والتي تشمل مستقبلات تحذير الرادار والصواريخ، وأنظمة تشويش، وموزعات مضادة”.
وشدد المصدر ذاته على أن “نتيجة استخدام المغرب لمروحيات AH-64E أباتشي في أي صراع مستقبلي مع جبهة “البوليساريو” ستكون حاسمة وستغير بشكل جذري طبيعة المواجهة لصالح القوات المسلحة الملكية المغربية”، مؤكدا أن “مجرد امتلاك المغرب لهذه المنصة المتقدمة سيكون عاملا مهما للردع النفسي للـ”بوليساريو” ويحد من جرأتها على تنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق”.
وأوضح الموقع ذاته أن “مروحيات الأباتشي تعطي الجيش المغربي القدرة على فرض السيطرة الجوية التكتيكية في ساحة العمليات، وتحييد قدرات الخصوم بفعالية، مثل البوليساريو وحتى الجزائر، وتقلل الخسائر بين صفوف القوات المغربية؛ مما يميل بميزان القوة لصالح المغرب في أية مواجهة محتملة، إذ تعزز بشكل كبير قدرة المغرب على مواجهة التهديدات المدرعة وتنفيذ عمليات هجومية دقيقة ليلا ونهارا”.
وخلص إلى أن “برنامج الأباتشي المغربي يمثل استثمارا استراتيجيا طويل الأمد، مدعوما باتفاقيات عديدة لبناء قدرات محلية في الصيانة والدعم. إنها منصة قتالية عالية القدرة ستعيد تعريف القدرات الهجومية والدفاعية للمغرب لسنوات عديدة، خاصة أن فاعليتها الحقيقية لن تعتمد فقط على قدراتها التكنولوجية؛ بل أيضا على مهارة القوات المسلحة الملكية في تطوير العقائد والتكتيكات المناسبة لاستخدامها بفعالية في بيئة العمليات المعقدة والمتغيرة، مستفيدة من دروس الماضي وتحديات الحاضر”.
0 تعليق