فلسطينيون عائدون إلى ركام المنازل في مدينة غزة: "ذكرياتنا باتت غبارا" - بلس 48

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عاد أكثر من نصف مليون فلسطيني إلى شمال قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الثاني، آملين العثور على مساكنهم في مدينة غزة التي تحولت إلى ساحة من الموت والخراب.

وقال ساهر أبو العطا لوكالة فرانس برس: “لا أعرف ماذا أقول. الصور أقوى من أي كلمات: دمار، دمار، وأيضا دمار”.

في منتصف شتنبر، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوما بريا واسعا للسيطرة على مدينة غزة التي تعتبرها إسرائيل أحد آخر معاقل حركة حماس في قطاع غزة.

وكانت المدينة ما زالت تضم نحو مليون شخص في غشت، بحسب الأمم المتحدة، وأصبحت مبان عديدة فيها حاليا بلا نوافذ أو مدمرة أو تحولت ركاما.

وسار فلسطينيون، السبت، في شوارع طغى عليها اللون الرمادي؛ إذ كستها الأنقاض، بينهم عدد كبير من الرجال، معظمهم من دون أغراض شخصية، بحسب مقاطع فيديو لفرانس برس.

ودُمّر مستشفى الرنتيسي للأطفال ومرضى السرطان، وبدت أسقفه مهدمة وتحولت غرف العناية فيه إلى أكوام من الأسرّة المقلوبة والمعدات المبعثرة.

فقدان “غزة الجميلة”

والسبت، مع انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الخطوط المتفق عليها داخل قطاع غزة، واصل عشرات الآلاف من سكان القطاع التوجه شمالا على طول شارع الرشيد الساحلي، سيرا أو بالسيارات، وحمل بعضهم فرشا وبطانيات.

ووصفت رجا سالمي المسافة البالغة أكثر من خمسة عشر كيلومترا بين خان يونس حيث نزحت ومدينة غزة، بأنها “مُرهقة جدا”، مؤكدة أنه طريق “طويل”.

وقالت من مدينة غزة: “سرنا لساعات، ومع كل خطوة شعرت بخوف وقلق على منزلي”.

وأفاد الدفاع المدني في غزة، السبت، بأن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة منذ دخول وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ ظهر الجمعة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن “أكثر من نصف مليون شخص عادوا إلى (مدينة) غزة منذ أمس” الجمعة.

وعندما وصلت رجا سالمي أخيرا إلى حي الرمال، لم تجد منزلها.

وقالت: “لم يعد موجودا، بات كومة من الأنقاض”. وأضافت: “وقفتُ أمامه وبكيت. كل الذكريات باتت غبارا”.

في الربيع، قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 92 في المئة من المباني السكنية في قطاع غزة تضررت أو دُمرت منذ بدء الحرب.

وأكدت رجا سالمي أنه بعد عامين من الحرب التي اندلعت ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، “لم تعد مدينة غزة كما كانت… ويبدو كل ما فينا ميتا”.

وأيّد سامي موسى، البالغ 28 عاما، كلامها بعدما عاد إلى المدينة بدون عائلته “لتقييم الوضع وحالة منزلنا” في مخيم الشاطئ للاجئين.

وأكد أن المنزل ما زال قائما لكنه تضرر. وقال: “لكن ما رأيته في المدينة صادم”.

وأضاف: “شعرتُ كأنني دخلتُ مدينة أشباح، وليس غزة: الشوارع مُدمرة ومُهدمة، والرمال في كل مكان، والعديد من المنازل منهارة أو منهوبة تماما”.

وتحدث عن “رائحة موت” و”دمار شامل” إلى حد أنه لم يتعرف على الأمكنة.

وفيما وافقت إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب، قال موسى: “فقدنا غزة الجميلة، وما زلنا خائفين مما سيحدث”.

والخميس، عشية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الوضع في شمال قطاع غزة بأنه “كارثي” حيث أُعلنت المجاعة قبل شهرين، وهي منطقة “محرومة فعليا من المساعدات الغذائية” منذ حوالي شهر.

أخبار ذات صلة

0 تعليق