يمثل مشروع "أتوم سولار مصر" نقلة نوعية في مسار الدولة نحو توطين صناعة الطاقة الشمسية، حيث يأتي كإحدى المبادرات الرائدة الهادفة إلى تعزيز قدرات مصر التصنيعية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وفتح آفاق واسعة لبناء سلاسل إمداد محلية متكاملة تدعم الصناعة الوطنية وتقلل من الاعتماد على الواردات في مكونات منظومات الطاقة الشمسية.
ويُعد المشروع خطوة استراتيجية لترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في إنتاج الصناعات الخضراء، خاصة في ظل التوجه العالمي نحو التحول للطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وهو ما يتسق مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة، التي تضع في مقدمة أولوياتها تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
كما يسهم المشروع في تعزيز جهود الدولة لتوسيع نطاق الاستثمار في مشروعات تخزين الطاقة، التي تمثل أحد المحاور الجوهرية لرفع كفاءة منظومة الطاقة المتجددة وضمان استدامتها، بما يتيح مرونة أكبر في إدارة الفائض من الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة في مختلف القطاعات الصناعية والخدمية.
ويمتاز مشروع "أتوم سولار مصر" بأنه لا يقتصر على الجانب الإنتاجي فقط، بل يمثل نموذجًا متكاملًا للتكامل الصناعي والتكنولوجي، من خلال إدخال أحدث التقنيات في تصنيع الألواح الشمسية، والتعاون مع مؤسسات بحثية محلية ودولية لتطوير الحلول المبتكرة في مجالات الكفاءة الطاقوية وتدوير المكونات.
ويُتوقع أن ينعكس المشروع إيجابيًا على سوق العمل المحلي من خلال خلق فرص تشغيل جديدة في مجالات التصنيع، والتركيب، والصيانة، والبحث العلمي، مما يسهم في رفع مهارات الكوادر الفنية والهندسية، وبناء قاعدة بشرية قادرة على دعم منظومة الطاقة المتجددة محليًا وإقليميًا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الحكومية لجذب الاستثمارات الخضراء، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتوطين التكنولوجيا النظيفة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من مكونات الطاقة الشمسية، بما يضع مصر على خريطة الدول المصدرة للتقنيات المرتبطة بالطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
ويمثل المشروع، بجانب المشروعات القومية الأخرى في مجالات الرياح والهيدروجين الأخضر، أحد الأعمدة الأساسية لاستراتيجية الدولة للتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وتحقيق مستهدفات خفض الانبعاثات وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف القطاعات الإنتاجية، وفقًا للمعايير الدولية المعتمدة.
0 تعليق