أعلنت وزارة النقل الصينية، اليوم الجمعة، أن السفن التي تملكها أو تديرها شركات وأفراد أمريكيون، أو التي بنيت في الولايات المتحدة أو ترفع العلم الأمريكي، ستفرض عليها رسوم ميناء إضافية لكل رحلة تبدأ يوم الثلاثاء المقبل.
وجاء هذا القرار كإجراء مضاد للرسوم المقرر فرضها على السفن الصينية في الولايات المتحدة.
وأوضحت الوزارة أن الرسوم الصينية تأتي دفاعًا مبررًا عن مصالح الصين في صناعة الشحن وبناء السفن العالمية، معتبرة الرسوم الأمريكية تمييزية وتضر بشكل كبير بالمصالح المشروعة للصناعة الصينية، وتعطل استقرار سلسلة التوريد العالمية، وتقوض النظام الاقتصادي والتجاري الدولي.
الرسوم الصينية على السفن الأمريكية
من المقرر أن يبدأ تطبيق الرسوم الصينية على السفن الأمريكية اعتبارًا من 14 أكتوبر الجاري بسعر 400 يوان (56.13 دولارًا) للطن المتري الصافي، على أن ترتفع تدريجيًا إلى 640 يوانًا (89.81 دولارًا) في أبريل 2026، و880 يوانًا (123.52 دولارًا) في أبريل 2027، ووصولًا إلى 1120 يوانًا (157.16 دولارًا) بحلول أبريل 2028.
كما أضافت الصين أن السفن المبنية أو المملوكة أو المُدارة من قبل كيانات صينية ستدفع رسومًا ثابتة قدرها 80 دولارًا أمريكيًا لكل طن صافٍ لكل رحلة إلى الولايات المتحدة.
الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية
يأتي هذا التحرك الصيني بعد أيام من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض زيادة هائلة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، وإلغاء الاجتماع المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية خلال أسبوعين، وذلك عقب إعلان الصين توسيع ضوابط تصدير المعادن النادرة، ما اعتبره ترامب محاولة لبكين لتحويل الاقتصاد العالمي إلى رهينة.
وأوضح ترامب أن الصين أرسلت رسائل إلى دول العالم بأنها تخطط لفرض ضوابط على كل العناصر المتعلقة بالمعادن النادرة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تمتلك عناصر إنتاجية موازية يمكنها التصدي لهذه الخطوة.
وأشار محللون إلى أن الرسوم الصينية على السفن الأمريكية قد تؤثر بدرجة أقل على الولايات المتحدة مقارنة بالضرر الذي قد تسببه الرسوم الأمريكية على الأسطول الصيني، بينما رأى جو كراميك، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لرابطة الشحن العالمية، أن الإجراءات المتبادلة تزيد من التعقيد والتكاليف على الشبكة التجارية العالمية، وتضر بالمصدرين والمنتجين والمستهلكين في وقت تواجه فيه التجارة العالمية ضغوطًا كبيرة.
وتعد الصين أكبر دولة في بناء السفن على مستوى العالم، حيث أنتجت خلال العام الماضي أكثر من ألف سفينة تجارية، في حين لم تتجاوز السفن المبنية في الولايات المتحدة عشرة سفن، ما يعكس الفارق الكبير في القدرة الإنتاجية بين الطرفين ويزيد من حدة التصعيد التجاري الحالي.
ويأتي هذا التصعيد في سياق استمرار التوترات بين بكين وواشنطن منذ سبتمبر الماضي، بعد هدنة مؤقتة للتعريفات الجمركية استمرت 90 يومًا اعتبارًا من أغسطس، والتي انتهت في نوفمبر تقريبًا. وقد أدت الحرب التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية الانتقامية هذا العام، إلى تراجع كبير في الواردات الصينية من المنتجات الزراعية والطاقة الأميركية.
إخلاء مسؤولية إن الموقع يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق