تفصلنا ساعات قليلة عن اللقاء المرتقب الذي ينتظره ملايين المواطنين، وهو اجتماع البنك المركزي المصري لحسم أسعار الفائدة، والمقرر عقده يوم غدٍ الخميس الموافق 2 أكتوبر، ومع الاستعداد لهذا الموعد الحاسم، تبدو التوقعات شبه مؤكدة، إذ تشير معظمها إلى خفض جديد في سعر الفائدة على الإيداع والإقراض.

ويأتي اجتماع الغد عقب آخر لجنة للسياسات النقدية التي انعقدت في 28 أغسطس 2025، وأقرت حينها خفض عائدي الإيداع والإقراض لليلة واحدة إلى 22.00% و23.00% على التوالي.

رمرمة الدولار

شهدت العملة الأجنبية، وخاصة الدولار الأمريكي، تقلبات غير معتادة في الفترة الأخيرة، أحدثت ضجة كبيرة في سوق العملات، ولذا جاء وصف "رمرمة الدولار" للتعبير عن حالة التراجع السريع والمفاجئ التي مر بها.

فقد تعرض الدولار لضغوط هبوطية ملحوظة، حيث وصل متوسط سعره في البنك المركزي المصري إلى 47.80 جنيهًا للشراء، مسجلًا خسائر واضحة خلال فترة قصيرة.

نظافة الذهب

أما الذهب، فلم يكن من المبالغة وصفه بـ"نظافة الذهب"، إذ لا يزال يُنظر إليه كأحد أكثر الأدوات الاستثمارية أمانًا للحفاظ على القيمة، ولم يتأثر كثيرًا بالأزمات أو التقلبات الكبرى خلال السنوات الماضية.

بل على العكس، واصل الذهب التحليق في مسارات صعودية، محققًا ارتفاعات تاريخية واستقرارًا نسبيًا مقارنةً بغيره من الأصول.

لكن رغم ذلك، فإن ارتفاع أسعار الذهب بشكل مستمر يحمل آثارًا سلبية على الاقتصاد، خاصةً في ظل حالة عدم اليقين التي تمر بها الأسواق العالمية.

في آخر تحديث يومي، سجل سعر الذهب عيار 24 نحو 5,908 جنيهات للجرام الواحد، فيما بلغ سعر عيار 21 نحو 5,170 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4,431 جنيهًا، أما الجنيه الذهب فقد وصل إلى 41,360 جنيهًا، وتشير التوقعات إلى استمرار الارتفاعات في أسعار الذهب، خصوصًا مع قرب اجتماع لجنة السياسات النقدية.

توقعات خفض الفائدة

في استطلاع أجرته وكالة رويترز، رجّح المحللون أن يُقدِم البنك المركزي المصري على خفض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس في اجتماع الغد، مستندين إلى استمرار تباطؤ معدلات التضخم، وأظهر متوسط توقعات 16 محللًا اقتصاديًا أن البنك سيخفض سعر الفائدة على الإيداع لليلة واحدة إلى 21%، وعلى الإقراض إلى 22%.

وصرّح جون سوانستون من مؤسسة كابيتال إيكونوميكس قائلًا: "نتوقع أن استمرار تراجع التضخم يمهد الطريق أمام البنك المركزي لإجراء خفض آخر كبير في أسعار الفائدة. وسيظل سعر الفائدة الحقيقي في منطقة إيجابية بقوة."

بيانات التضخم

أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن انخفض إلى 12% في أغسطس، مقارنةً بـ13.9% في يوليو، بعد أن بلغ ذروته عند 38% في سبتمبر 2023.

ويُذكر أن معدلات الفائدة الحقيقية في مصر تتجاوز 10%، ما يجعلها من أعلى المعدلات في العالم.