أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، أن مشروع تطوير شارع إبراهيم بمنطقة الكوربة بحي مصر الجديدة بمحافظة القاهرة يسير بخطى ثابتة نحو استعادة الملامح التراثية الأصيلة للمنطقة، حيث بلغت نسبة تنفيذ الأعمال حتى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري نحو 75%، ضمن خطة الدولة الشاملة لإحياء المناطق التاريخية والحفاظ على طابعها المعماري الفريد.

وأوضحت الوزيرة في بيان رسمي صادر عن وزارة التنمية المحلية، أن أعمال التطوير تجري في القطاع الممتد بين شارعي الأهرام وبغداد، وقد بدأت في يوليو الماضي بالتنسيق بين الوزارة ومحافظة القاهرة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري وعدد من الوزارات والجهات المعنية، في إطار جهود الدولة لتحسين المشهد الحضاري والجمالي للمناطق ذات الطابع المميز، بما يعيد للعاصمة رونقها التاريخي ويعزز من مكانتها كإحدى أهم المدن التراثية في العالم.

وأضافت عوض أن المشروع يشمل تنفيذ أعمال تطوير متكاملة تتضمن رفع كفاءة ودهان 64 محلًا تجاريًا ضمن نطاق الشارع، وتوحيد ألوان الواجهات وارتفاعاتها وأماكن تركيب أجهزة التكييف، بما يحقق التنسيق البصري والحضاري للمنطقة ويحافظ على هويتها المعمارية المتميزة التي تعود إلى بدايات القرن العشرين. كما يجري العمل على تنظيم الامتدادات الخارجية للمحال التجارية بما يتماشى مع النسق العام للمنطقة التراثية ويمنع العشوائية البصرية.

وأكدت وزيرة التنمية المحلية أن الوزارة تتابع الموقف التنفيذي للمشروع بشكل دوري من خلال قطاع الإدارة الاستراتيجية والتنمية المحلية برئاسة الدكتور سعيد حلمي، مشيرة إلى أن العمل يتم بوتيرة متسارعة بالتوازي مع تنفيذ أعمال المرافق العامة من كهرباء وتليفونات، إلى جانب استصدار التصاريح الخاصة بالصرف الصحي والغاز الطبيعي. وأعلنت أنه من المقرر تحويل شارع إبراهيم بالكامل إلى مسار للمشاة عقب الانتهاء من تنفيذ المرافق وبدء أعمال تركيب بلاط الإنترلوك خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر المقبل.

وشددت الوزيرة على أن المشروع يأتي ضمن رؤية الدولة لتحسين جودة الحياة في المناطق الحيوية ذات الكثافات المرورية العالية، من خلال تحويل بعض الشوارع المختارة إلى مسارات آمنة ومجهزة للمشاة، بما يسهم في تخفيف التكدسات المرورية وتحسين جودة البيئة الحضرية. وأضافت أن مشروع تطوير شارع إبراهيم يمثل نموذجًا متكاملًا للتعاون بين وزارة التنمية المحلية والأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة لإعادة الوجه الجمالي للعاصمة، وإحياء روح القاهرة التراثية بما يتماشى مع توجه الدولة نحو تطوير مراكز المدن والأحياء التاريخية.

وأشارت عوض إلى أن تطوير المناطق التراثية والتاريخية يأتي على رأس أولويات وزارة التنمية المحلية، تنفيذًا لتكليفات القيادة السياسية بالاهتمام بالهوية العمرانية، مؤكدة أن شارع إبراهيم يعد أحد أبرز الشوارع ذات الطابع الأوروبي القديم بمنطقة الكوربة، ويشكل جزءًا مهمًا من النسيج المعماري الفريد لمصر الجديدة، التي تُعد من أقدم وأجمل المناطق في العاصمة.

واختتمت الوزيرة تصريحها بالتأكيد على أن الدولة عازمة على المضي قدمًا في تنفيذ مشروعات تطوير وتجميل القاهرة التاريخية والتراثية لتصبح نموذجًا عالميًا في الحفاظ على التراث العمراني مع دمجه بوسائل التنمية الحديثة، مشيرة إلى أن مشروع شارع إبراهيم هو خطوة جديدة في طريق استعادة الوجه الحضاري للقاهرة كمدينة تجمع بين الأصالة والتطور.