في مشهد لن تراه ولم يتكرر إلا في مصر، بلد الأمن والأمان، القوية بجيشها ورئيسها وشعبها، مشهد يحمل دلالات عميقة، حيث نرى وفد حركة «حماس» يتجول في الشارع بمدينة شرم الشيخ، وليس ذلك فحسب بل يجري رئيسه «الحية» لقاء تليفزيوني على شاشات التليفزيون المصري، أمام العالم أجمع في رسالة واضحة توجهها القاهرة لدول وحكومات الدنيا، مؤكدة أنها قادرة على حماية من يلجأ إليها طالبًا العون والحماية.
هذا المشهد ليس عابرًا بل تتويجًا لرؤية إستراتيجية تتبناها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ظل ظروف إقليمية معقدة، وتهديدات صريحة ومؤكدة من الكيان الصهيوني وحكومته المتطرفة بملاحقة وتصفية كل عناصر حركة حماس، هذا ما قاله رئيس وزرائهم النتنياهو وحققه بالفعل حيث تعقبهم وأنهى حياة الكثير منهم في إيران ولبنان بشكل متبجح.
بل استهدفهم أيضًا في دولة قطر منتهكًا سيادتها! ولم يراعي أن الدوحة بها أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق كله! والتي وعدت قطر بالحماية الأبدية ضد أي عدوان، ولكن لم يشفع هذا عند الصهاينة ولم يخشوه، أو هم مدركون أن ما يقومون به لن يكون له صدى عند واشنطن التي تبارك دومًا كل أفاعيل حليفها الحقيقي «إسرائيل» في الشرق الأوسط!.
واليوم وبعد أقل من شهر من هذا العدوان السافر على قادة حماس في قطر، تدعو مصر وفدي حماس وإسرائيل للتفاوض في مدينة السلام «شرم الشيخ»، ويصل الوفد الفلسطيني ويسير في أرض الفيروز مطمئنًا رغم أنه على بعد بضعة كيلو مترات من أرض الإحتلال الإسرائيلي وعصابته الصهاينة!.
بل يتصدر المشهد صور لحمايتهم بالفعل من الجانب المصري والاستعانة بخيرة جنوده المدربين على ذلك، وهذا المشهد يجسد رسالة الرئيس «السيسي» للعالم بأن مصر قادرة على فرض وتحقيق الأمن لأي شخص يخطو على أراضيها، وأن أحدًا لن يستطيع أن يجرؤ على إختراق الأمن الوطني المصري، أو القرب من حدود المحروسة، لأنها تمتلك من القوة والعتاد ما يجعلها قادرة على ردع من تسول له نفسه العبث معها ومع أمن يحتمي بها.
فما بالك بأمن شعبها؟، وهو ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته التي ألقاها في احتفالات الدولة المصرية بمرور 52 عامًا على انتصار أكتوبر المجيد، حيث قال: مؤكدًا بما لا يدع مجالًا للشك أن جيش مصر الباسل قائم على رسالته، في حماية وطنه والحفاظ على حدود دولته ولا يهاب التحديات ولا يخشى عدو، جيش وطني من صلب هذا الشعب العظيم وأبنائه؛ يحملون أرواحهم على أكفهم ويقفون كالسد المنيع، أمام كل الصعاب والتهديدات.
وفي حفل تخرج طلبة أكاديمية الشرطة بالأمس أكد الرئيس السيسي على أنه لا يمكن لأحد أن يُلحق الضرر بمصر طالما أن المصريين جميعًا على قلب رجل واحد، وأن أي تهديد لا ينبغي أن يثير قلق المصريين، طالما أنهم جميعًا متحدون، وأشار إلى أنه يمكن تجاوز كل تحدٍ والتصدي لكل خطر، لأن قوة مصر تكمن في وحدة صفها خلف جيشها وشرطتها وجميع مؤسساتها.
كما أن تلك الكلمة لم تكن عابرة بل تشعرك من البداية بأن الرئيس في حديث جانبي مع الفيلسوف الألماني إيمانول كانط، حيث يقدم الحلول الكانطية عبر العقلانية والعمل الواعي كأسس لتحقيق الغايات السامية المتمثلة في السلام، وليس ترك هذا للصدفة، فالنصر كما يراه الرئيس السيسي لا يمنح بل ينتزع، وهو المبدأ الذي لا ينكره أحد.
كما أن الرئيس السيسي أشار إلى أن التخطيط المحكم والعمل المخلص الدؤوب والتنسيق بين مؤسسات الدولة وتماسك الجبهة الداخلية «هو سبب تحقيق النصر والسلام»، وهذا ما يؤكده كانط بفكرة قوة النظام الداخلي والسيادة للدولة، حيث الدولة المتماسكة القوية هي القادرة على أن يسودها السلام وتخوض المعارك وتنتصر وهذه هي مصر التي نعيشها اليوم.
في نهاية الأمر، إننا أمام تجربة حقيقية واعية لتحقيق الأمن والسلام للشعوب يخوضها الرئيس عبدالفتاح السيسي بحكمة في ظل ظروف دولية صعبة.. ولذلك ومن أجل مصر والمصريين سأتقدم بطلب لمجلس النواب القادم في أول دور انعقاد له، وأطالبه بصفتي مواطن مصري وهم ممثلي الشعب، أن يتقدموا بطلب (لتعديل «الدستور» لمنح سيادتكم فترة رئاسية جديدة في ظل الظروف الراهنة)، وسوف أتابع هذا الطلب من الناحية القانونية والدستورية، وإن لزم الأمر سأقوم بطباعة استمارات لتوقيع الشعب عليها لتعديل المادة الخاصة بمدة رئاستكم لمنحكم شرف رئاسة مصر للأبد خوفًا عليها وعلى شعبها العظيم مما يحاك بهما من مؤامرات ومخاطر.. حفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا وقيادة.
0 تعليق