صنع المنتخب الجزائري مساء الخميس 9 أكتوبر 2025 فرحة جماهيرية عارمة بعد أن حسم تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، إثر انتصاره على نظيره الصومالي في مواجهة قوية جرت على أرضية ملعب ميلود هدفي بمدينة وهران، في أجواء جماهيرية استثنائية أكدت حجم الترقب والانتظار لهذا الموعد التاريخي.

بدأت المباراة بأفضل سيناريو ممكن لمحاربي الصحراء، إذ نجح محمد الأمين عمورة في افتتاح التسجيل مبكرًا عند الدقيقة السابعة بعد هجمة منسقة اخترقت دفاع الخصم، ليأتي الرد بعدها باثنتي عشرة دقيقة عبر القائد رياض محرز الذي أضاف الهدف الثاني بتسديدة محكمة من داخل منطقة الجزاء، لتسيطر الجزائر على مجريات الشوط الأول وتدخل غرف الملابس متقدمة بهدفين دون رد وسط تفوق واضح على المستويين الفني والبدني.

جاء هذا التأهل بعد مسيرة قوية في تصفيات المجموعة التاسعة، حيث تصدّر المنتخب الجزائري الترتيب برصيد 19 نقطة قبل جولتين من نهاية المشوار، متقدمًا بأربع نقاط عن أقرب ملاحقيه أوغندا وموزمبيق اللذين يملكان 15 نقطة لكل منهما، وبذلك ضمن الخضر رسميًا تواجدهم في مونديال 2026 الذي ستستضيفه الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا.

يحمل هذا التأهل رمزية خاصة للكرة الجزائرية، إذ يعيد المنتخب إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه، بعد غياب عن نسختي 2018 و2022، ويعود الفضل في ذلك إلى العمل المنظم الذي قاده المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بخبرة كبيرة، ما مكن الفريق من استعادة مكانته على الساحة الدولية وإعادة الأمل للجماهير التي انتظرت هذا الإنجاز طويلاً.

وامتلأت مدرجات ملعب ميلود هدفي بالجماهير التي لم تتوقف عن التشجيع طوال دقائق المباراة، حيث لعب الدعم الجماهيري دورًا كبيرًا في رفع معنويات اللاعبين الذين قدّموا أداءً مقنعًا، وتألق نجوم الفريق يتقدمهم رياض محرز ونبيل بن طالب وحسام عوار في تثبيت التفوق الجزائري وترجمة الفرص إلى أهداف حاسمة.

وبهذا الفوز، يفتح المنتخب الجزائري صفحة جديدة من تاريخه الكروي، ويدخل مرحلة التحضير للمشاركة في كأس العالم 2026 بطموحات كبيرة، معتمداً على جيل موهوب أثبت قدرته على كتابة فصل جديد من إنجازات محاربي الصحراء.