لم تجد شركة إنتاج ديزل متجدد أميركية أمامها سوى التقدم بطلب لإشهار إفلاسها، من أجل وضع حدّ للمشكلات الاقتصادية التي تواجهها، والتي جعلت عملياتها التجارية عديمة الجدوى.

وتأثرت عمليات فيرتكس إنرجي (Vertex Energy) سلبًا، بعد أن تلقّى الديزل المتجدد ضربة قاصمة نتيجة إعلان الإدارة الأميركية أهداف الالتزامات العامة لمزج الوقود في البلاد العام الماضي (2023).

وفي 21 يونيو/حزيران (2023)، حددت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كميات الوقود الحيوي الواجب مزجها مع وقود الطرق التقليدي على مدار السنوات الـ3 المقبلة.

ووفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، جاءت حصة الديزل المتجدد ضعيفة ضمن أهداف مزج الوقود الحيوي في أميركا؛ ما يهدد المنتجين وأصحاب المشروعات الواعدة في هذا القطاع، من بينهم فيرتكس إنرجي؛ إذ إن الأهداف المعلَنة لمزج الوقود الحيوي جاءت أقل بكثير من حجم السعة المتوقعة إضافتها في السوق بوساطة المنتجين بحلول عام 2025.

إشهار إفلاس

تقدمت شركة إنتاج ديزل متجدد أميركية فيرتكس إنرجي بطلب لإشهار إفلاسها في محكمة بولاية تكساس، في أعقاب شهور من وقفها إنتاج الديزل المتجدد في مصفاة تابعة لها في ولاية ألاباما على خلفية مشكلات تتعلق بالاقتصاد الكلي، وفق ما قالته الشركة في 24 سبتمبر/أيلول (2024)، ونشرته رويترز.

ويُستعمَل الديزل المتجدد بصفته وقودًا للنقل في محركات الديزل ولأغراض التدفئة، وهو أحد أنواع وقود الديزل القائم على الكتلة الحيوية، ويتشابه في ذلك مع الوقود الحيوي؛ حيث يُنتَج كلاهما من المواد الأولية للدهون والزيوت والشحوم.

وأضافت فيرتكس إنرجي أنها سوف تستكشف –كذلك- إمكان طرح البيع في إطار اتفاقية إعادة هيكلة مع الجهات التي منحتها القروض.

تمويلات الإفلاس

من المتوقع أن تحصل شركة إنتاج ديزل متجدد أميركية فيرتكس إنرجي على تمويلات بقيمة 80 مليون دولار من المقرضين، من أجل تمويل إجراءات إفلاسها ومواصلة عملياتها، بحسب بيان الشركة.

وخلال شهر مايو/أيار (2024)، أوقفت فيرتكس إنرجي إنتاج الديزل في مصفاتها الواقعة في مدينة موبيل بولاية ألاباما؛ مبررةّ قرارها -آنذاك- بمشكلات تتعلق بالاقتصاد الكلي، والتي قالت الشركة، إنها ستستمر خلال العام المقبل (2025).

ومن الممكن أن يحلّ الديزل المتجدد محلّ نظيره التقليدي، غير أن إنتاجه أعلى تكلفةً، ومن ثم فإنه يعتمد على تفويضات الحكومة الخاصة بمزجه، والدعم الممنوح بوساطتها في هذا الخصوص.

وسارع عدد من الشركات الأميركية إلى تحويل المصافي لمصانع لإنتاج الديزل المتجدد خلال السنوات الأخيرة، مراهنةً على الطلب المرتفع على هذا الوقود المهم، بدعم من السياسات الحكومية الرامية إلى تسريع وتيرة التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

أحجام مزج الوقود الحيوي في أميركا حتى 2025

في 21 يونيو/حزيران (2023)، وضعت وكالة حماية البيئة الأميركية أحجام مزج الوقود الحيوي عند 20.94 مليار غالون في عام 2023، و21.54 مليار غالون في عام 2024، ثم 22.33 مليار غالون في عام 2025.

واشعلت هذه الأهداف غضب اللاعبين الرؤساء بصناعة الوقود الحيوي في أميركا؛ لاختلافها عن الاقتراحات الأولية المعلنة في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وحددت اقتراحات ديسمبر/كانون الأول (2022) أحجام مزج الوقود الحيوي في عام 2023 عند 20.82 مليار غالون، تزيد إلى 21.87 مليار غالون عام 2024، ثم إلى 22.68 مليار غالون في 2025.

وبناءً عليه يُتوقع أن تعاني سوق الديزل المتجدد زيادةً وفيرةً في المعروض بسبب الإجراء المذكور؛ ما سيضغط على حوافز الوقود الحيوي، ويجبر المنتجين على إيجاد أسواق جديدة أو إلغاء المشروعات المخططة أو التحول إلى صنع منتجات جديدة.

إنتاج الديزل المتجدد في مصفاة موبيل

بلغ إجمالي الإنتاج التقليدي في مصفاة موبيل التابعة لشركة فيرتكس إنرجي 67,758 برميلًا يوميًا خلال الربع الثاني من عام 2024. ويمثّل إجمالي إنتاج المنتجات النهائية الخفيفة عالية القيمة، مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات، ما يقرب من 64% من إجمالي الإنتاج في الربع الثاني من عام 2024.

ولامس إجمالي إنتاج الديزل المتجدد في مصفاة موبيل 3082 برميلًا يوميًا، ارتفاعًا بنسبة 99.7%.

وتكبدت عمليات إنتاج الديزل المتجدد في مصفاة موبيل خسائر إجمالية قوامها (11.8) مليون دولار، أو ما يعادل 16.08 دولارًا للبرميل، خلال الربع الثاني من عام 2024.

إنتاج الديزل المتجدد في أميركا

ارتفع إنتاج الديزل المتجدد في الولايات المتحدة من 40 مليون غالون في السنة التسويقية 2010/2011 إلى 2.3 مليار غالون في 2022/2023، متجاوزًا إنتاج الديزل الحيوي للمرة الأولى، وفق تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية، رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُعزى الزيادة في إنتاج إنتاج الديزل المتجدد في الولايات المتحدة –جزئيًا- إلى شركة نيستي (Neste)، المزوّد الرائد لهذا الوقود في أميركا والعالم.

وتُعدّ تلك الزيادة في الإنتاج مهمة، نظرًا لأن الديزل المتجدد يوفر مزايا كبيرة قياسًا بالديزل الحيوي؛ إذ إنه يبرز حلًا سريعًا، ويتيح تخفيضات كبيرة في انبعاثات غازات الدفيئة، المسبّب الرئيس لظاهرة الاحترار العالمي، مقارنةً بالديزل الحيوي والديزل المشتق من الوقود الأحفوري.

وشهد إنتاج الديزل الحيوي نموًا مطّردًا، بدءًا من أوائل العقد الأول من القرن الـ21، حتى لامس ذروته عند 1.8 مليار غالون خلال العام التسويقي 2018/2019 لزيت فول الصويا (أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر/أيلول).

غير أن إنتاج الديزل الحيوي في أميركا قد هبط قليلًا إلى 1.7 مليار غالون خلال 2022/2023، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ودفع الديزل الحيوي والديزل المتجدد –مجتمعَين- إجمالي إنتاج الديزل القائم على الكتلة الحيوية في أميركا إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال عامي 2022/2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..